د غازي القصيبي : الحب والعطاء

Abstract

معالي الدكتور الانسان غازي القصيبي وزير العمل:بكل كلمات الشكر والتقدير ابعث لكل عبر هذه السطور كل الاحترام وباقات الزهور على اهتمامك وانسانيتك تجاه فئات عانت من التهميش ولطالما طالها الاقصاء ولكن جاء قرارك شموخاً للجميع بنظرة ثاقبة اعطت لهم مسحة انسانية فيها كثير من التقدير والاحترام بعيدة عن الشفقة والعطف. قرارك يا معالي وزير العمل يجب ان يدرّس حتى يتعلم منه من لا يحس بمفهوم وتطلعات هذه الفئات وقضيتهم التي لن يتخلوا عنها مهما طالهم التقصير . مبادرتكم التي تحمل بين حروفها شفافية وقبل ذلك تحمل وطنية وحساً صادقاً فكان قرارك اضافة جديدة وتتويجاً باحتساب الشخص الواحد من ذوي الاحتياجات الخاصة باربعة اشخاص في عملية التوظيف والسعودة داخل المؤسسات والقطاع الخاص سوف يفتح هذا القرار كثيراً من الابواب المغلقة. نعم يا معالي الوزير محظوظة هذه الفئات وتشعر بسعادة بالغه لأنك اوضحت الرؤى امامهم فقضية التوظيف تمثل هاجساً كبيراً لطالما أرقهم وغابت هذه القضية عن كثير من الجهات ولم تقترب حتى الى نصف الحقيقة فيها. انني على ثقة بل لدى قناعة ليس لها حدود بأن المملكة العربية السعودية وهي ترفل بقيادة خادم الحرمين الشريفين هذا الوطن العزيز لم يبخل بل قدم الغالي والنفيس لهذه الفئات وسن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق هذه الفئات. ولكن الخطأ يحاصرنا واصبحنا نتنفس لغة التهميش تجاه هذه النماذج التي تسعى بكل قوة لنيل ابسط حقوقها من اجل العيش الكريم وصيانة الكرامة في حين يرفض الكثير منهم على الرغم من اكتمال مؤهلاتهم العلمية، وحتى لو حصل يحصل في حدود ضيقة جداً..?ثم دعني يا معالي الوزير أن أنقل أنه لا بد من إستراتيجية إعلامية لإعلام الجميع بهذا القرار فنحن نعيش في القرية الصغيرة في ظل انتشار الفضائيات وثورة الإعلام وللحقيقة فإن الإعلام بكل وسائله فقير ولديه شح تجاه إبراز قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة فالبرامج لهذه الفئات لا زالت تخطئ الهدف. الدكتور غازي القصيبي لك تقديري واحترامي فما أحوجنا إلى مثل اهتمامك وانسانيتك.?من الأعماق?كلما عاودتني الذكرى لتلك النماذج المضيئة التي فقدناها بتواضعهم وخلقهم وتعاملهم كلما تنفست الهواء النقي ومن هذه النماذج الدكتور محمد علوي المالكي رحمه الله سليل الأسرة النبوية التي ضربت جذورها مكة مهبط الوحي المعروف بعطائه العلمي والذي كانت حياته وقفاً على العلم، كرست في نفوس أحبابه تعامله الراقي، ويتميز هذا العالم بأنه واسع الأفق يقبل اجتهاد الآخيرين، ودائماً ما أرجع لما نشرته جريدة عكاظ عن هذا العالم الجليل في تلك الحلقات الرائعة والتي فيها كثير من الإضاءات. فهو بلا شك يمثل الرمز لمكة والحكمة والأمانة،وكم من الطلبة الذين قدموا حتى يدرسوا على يده وجميع من تخرج من مدرسته يحملون العلم ورحلوا إلى بلدانهم دعاة يحملون رسالة فيها الحب والتسامح، فهو قد نشأ وتربى في كنف والده العلامة علوي وجلس في حلقات درسه ومعروف أنه رحمه الله يسير على نهج السلف، ووفاؤه لأحبابه ليس له حدود رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان .