هوامش نفطية 1

Abstract

هوامش نفطية 1 د. عبدالله بن إبراهيم العسكر ما أعجب أمر هذا النفط. يقول عنه أهله في أوبك أنه مادة اقتصادية مهمة ويجب أن يكون بعيداً عن السياسة. إلاّ أن الواقع يقول أن السياسة تخطف النفط كلما سنحت لها الفرصة. استمعت في قاعة افتتاح قمة الأوبك لخطاب حماسي من رئيس فنزويلا السيد هوجو شافيز. ووجدت أنني لا أحب خطابه. وجدته شاباً يعيش بعقلية الخطاب الثقافي الحماسي السائد في خمسينيات القرن الميلادي المنصرم. وجدته يقلد أستاذه الرئيس في فيدال كاسترو. وهذا لا عيب فيه، لكن لا الزمن هو الزمن ولا الشخص هو الشخص. يقول الرئيس شافيز: إن أوبك نشأت كمنظمة ثورية سياسية للاشتراكية والعدل والسلام ضد الاستعمار. وقد حاول الأمريكيون تركيعها. قد يكون هذا صحيحاً في قمة الجزائز أو في قمة كراكاس. دشنت قمة الرياض التي اختتمت أعمالها مساء يوم الأحد الماضي 2007/11/18م مرحلة جديدة في مسيرة أوبك. كانت حكمة الملك عبدالله وحصافته هي العنوان الأبرز في حفل الافتتاح وفي المداولات التي أعقبت ذلك. الرياض لها سبق في قيادة المنتدين إلى بر الأمان. لم تُجر أوبك إلى فضاء الشعارات أو إلى مناقشة قضايا سياسية راهنة. أسعار النفط الآن تلامس المائة دولار. وهذا ربما يقلق المستهلكين. كان سعر برميل النفط منذ عشرة أشهر فقط لا يتعدى 20دولاراً. ما سر هذا التضاعف. يقول جياكومو لوشيانو Giacomo Luciano مدير مركز أبحاث الخليج في جنيف: إن هذا السعر الطائر لبرميل النفط مقلق. وهو يقول إن بعض المحللين يرون أن سبب السعر الطائر راجع إلى الحالة الجيوسياسية السائدة في المنطقة: تهديد تركيا بالتدخل عسكرياً في شمال العراق. مقولة الرئيس الأمريكي بشأن حرب عالمية ثالثة. فرض باكستان القوانين العرفية بالرغم من معارضة معظم دول العالم. مظاهرات الطلاب المستمرة في فنزويلا ضد الرئيس هوجو شافيز. هذه مجادلة غير مقبولة من قبل لوشيانو. وهو يقول إن التطورات الجيوسياسية ليست جديدة على مناطق وبلدان النفط. ربما التهديد الأمريكي بشن هجمات ضد المنشآت النووية في إيران هو سبب في طيران سعر برميل النفط. أقول ربما لكن السبب الذي لمسته من خلال مؤتمر أوبك هو زيادة الطلب. نعم زيادة الطلب على النفط. دول أوبك تنتج حوالي 30مليون برميل ودول من خارج أوبك تنتج 50مليون برميل. المجموع 80مليون برميل يومياً. طلب العالم يزيد عن هذا الرقم باستمرار. الهند والصين وغيرهما يسعيان....