الوطن.. يد تبني ويد تحمي !

Abstract

الوطن.. يد تبني ويد تحمي ! أ. نجيب الخنيزي التنمية المستدامة هي القضية المركزية التي تواجهها غالبية البلدان والمجتمعات في العالم، وعلى وجه الخصوص البلدان والمجتمعات النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية التي تواجه تحديات ردم فجوة التخلف التاريخي والحضاري الذي يفصلها عن ركب الحضارة المعاصرة، والسير في طريق التنمية والتقدم والتطور الاقتصادي والاجتماعي ( المعتمد على الذات في المقام الأول) وذلك ضمن بيئة عالمية مضطربة وفي غاية التعقيد والتشابك والتداخل، وفي ظل عولمة عاتية تتسم بالسيولة والتبدلات السريعة والمتتالية في أنساق القوة (الاقتصادية والسياسية والعسكرية) والهيمنة الدولية والإقليمية، وتداعياتها المختلفة، والتي من شأنها جرف واكتساح كل من لا يمتلك الحصانة والمنعة والقوة الذاتية، والتي تتمثل حلقتها المركزية في مدى نجاح إستراتيجية التنمية بمفهومها الواسع وبأبعادها ومكوناتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية وهي مكونات وأبعاد متداخلة وتشكل حزمة واحدة وبالتالي فإن أي فصم أو ابتسار لعنصر من عناصرها تلك سيخل ويضعف تلك العملية (التنمية المستدامة) ككل. ذكرت هذه المقدمة لأتناول حدثين بارزين لهما دلالة ومغزى وطني كبير وعميق عاشتها المملكة خلال الأيام القليلة الماضية. الحدث الأول: هو تدشين مشروع شركة بترو رابغ العملاقة بتكلفة أكثر من عشرة مليار دولار (40 مليار ريال) والذي يعد أكبر مشروع مشترك من نوعه في العالم. المشروع العملاق هو نتاج شراكة سعودية ــ يابانية. مثل الجانب السعودي في الشركة الجديدة العتيدة شركة أرامكو ــ السعودية في حين مثلت شركة سوميتوكيمكال الشريك الياباني ومن المتوقع أن تبلغ طاقة المشروع الإنتاجية السنوية 18 مليون طن من المنتجات النفطية المكررة و 2،4 مليون طن سنويا من المنتجات البترو كيماوية ويعتمد المشروع على النفط والغاز معا. صمم المشروع ليكون نواة لصناعات تحويلية وصناعات رديفة أخرى تضم عشرات المصانع للمنتجات والسلع النهائية، ويتوقع أن تخلق تلك الصناعات نحو خمسة آلاف فرصة عمل للسعوديين في مختلف التخصصات الإدارية والتقنية والمهنية. تدشين شركة بترو رابغ يمثل خطوة مهمة على صعيد توازن وتنويع وتكامل القاعدة الاقتصادية في بلادنا. وقد كان من دواعي سروري تلبية دعوة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي لحضور حفل تدشين المشروع. تلك الزيارة القصيرة أتاحت لي معرفة حجم التغيرات النوعية التي غيرت وجه ومعالم وواقع مدينة ومنطقة كانت حتى الأمس القريب نائية ومغمورة ومتأخرة من كل النواحي. في مقدمة تلك المشاريع العملاقة الأخرى التي شهدتها رابغ والتي تحققت بفضل توجيهات ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تدشين مدينة الملك عبد الله الاقتصادية إلى جانب افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في ثول، التي كان الصديق العزيز الشاعر هاشم الجحدلي يجهد نفسه في شرح موقعها حين يسأل من أين أنت، غير أن بناء هذا الصرح العلمي الشامخ أغناه مشقة الإجابة كما قال. الحدث الثاني الهام والخطير الذي فرض نفسه على المستويين الرسمي والشعبي ، تمثل في الانتهاكات والاعتداءات الإجرامية التي تعرضت لها بعض المناطق الحدودية الجنوبية المتاخمة لليمن، وتحديدا في منطقة جازان والتي أدت إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين والمدنيين السعوديين واضطرار سكان القرى المتواجدين في مناطق التماس المباشر إلى النزوح إلى أماكن أكثر أمنا كإجراء احترازي من قبل الدولة. هذا العدوان الأثيم الذي استهدف تدوير وترحيل الأزمة والصراع الداخلي في اليمن الذي له مسبباته المختلفة إلى دول الجوار وتحديدا إلى السعودية، كان محل استنكار وشجب من قبل الشعب السعودي بكافة مكوناته ومنحدراته ومناطقه. الوطن ووحدته الوطنية ووحدة ترابه هو خط أحمر ينبغي التصدي بقوة وحزم لكل من يسعى للعبث فيه والتطاول عليه من أية جهة كانت، وتحت أي شعار أو عنوان. لقد عبرت الشرائح الشعبية والنخب السعودية كافة عن إدانتها لتلك الأعمال الإجرامية، ومعلنة التفافها حول القيادة السياسية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين في كل الإجراءات والتدابير العسكرية وغير العسكرية التي تراها ضرورية لوأد العدوان في مهده وتلقين المعتدين العقاب والدرس الذي لن ينسوه مستقبلا، وبالتالي ضمان عدم تكراره في المستقبل..نشير بمرارة إلى أنه بينما الغالبية الساحقة من أبناء الوطن أيديهم وعقولهم منشغلة بالبناء والتنمية، هناك أيد لجماعات وعصابات إجرامية (للأسف تنتمي إلى هذا الوطن) تعمل على الهدم والقتل والاغتيال والتدمير وفقا لأجندة إجرامية وغايات شيطانية.للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 147 مسافة ثم الرسالة