المكرمة الملكية والآمال الوطنية

Abstract

المكرمة الملكية والآمال الوطنية عبدالغني بن ناجي القش ليس بمستغرب ما قام به ولي الأمر في هذه البلاد المباركة -وفقه الله- من إصدار مرسوم يقضي بتخفيض أسعار الوقود (البنزين والديزل) وذلك حرصا منه على تخفيض النفقات وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطن. والحق أن ذلك يعد نقطة في بحر عطاء المليك ويندرج ضمن المحطات البارزة في عهده الميمون؛ فالمواطن يحتاج إلى مثل هذه المكارم (زيادة الرواتب وتخفيض أسعار المحروقات) ليحسن من وضعه المعيشي ويستطيع الادخار بتقليص الإنفاق. والمؤمل أن يستجيب كل من له علاقة ومساس بمصلحة المواطن في تخفيض الأسعار ليفيد المواطن من التخفيض، فمن المعلوم أن لهذا الأمر السامي الكريم أبعادا اقتصادية وزراعية ينتظرها المتابعون بفارغ الصبر ليتسنى لهم الإفادة من تخفيض أسعار المحروقات: ومع هذا الأمر السامي الكريم من راعي نهضتنا -أيده الله- يجدر الوقوف وإبداء بعض الرؤى ومنها: * هذه ليست المرة الأولى للمكرمات الملكية الكريمة في هذا العهد الزاهر، ولكن تبقى المخاوف من استغلال بعض ضعفاء النفوس من التجار وغيرهم في إبقاء أسعار السلع على ما هي عليه، والجميع يعلم أن انخفاض أسعار المحروقات يؤدي قطعا إلى انخفاض التكاليف الصناعية والزراعية وبالتالي يفترض أن يستفيد المواطن -المعني بالأمر السامي- من التخفيض استفادة كاملة. * يتابع المراقبون للأسواق الدور الذي يفترض أن تضطلع به وزارة التجارة، وهي وان كانت لم تؤده كاملا في القرار السابق -زيادة الرواتب- فالمفترض أن تبادر فتتابع وتجبر التجار على تخفيض الأسعار وهي التي ارتفعت بلا مبرر، والتخفيض الآن له ما يبرره، فهل تضطلع الوزارة بدورها؟ * بودي لو يرى المواطن متابعة مستمرة من قبل وزارة التجارة على محطات بيع المحروقات فالبعض منها قد يتلاعب إما بالسعر أو بالكمية التي يحصل عليها صاحب المركبة، وهنا نداء مكرر للوزارة أن تكثف من دورياتها ليراها المواطن منتشرة فيسهل عليه إبلاغها عن أي تلاعب، فهل نرى ذلك؟ * حان الوقت للعودة إلى التنمية بكل أبعادها بعد صدور هذا القرار، فالملاحظ هو الانصراف اللا عقلاني للأسهم، وهو ما اثر سلبا على المشاريع التنموية. والأسواق متاحة الآن للعودة، والمهتمون سيجدون أمورا مشجعة كانخفاض أسعار الحديد والاسمنت وغيرها تبعا لانخفاض أسعار المحروقات. * مناشدة لكل مواطن أن يعود إلى رشده ويستعيد صوابه فيحاول الادخار وبالتالي يختار الطريقة الصحيحة للاستثمار، ولا يمكن لقائل أن يقول أن المتاجرة بالأسهم باتت هي الطريقة الوحيدة لزيادة الدخل، فبلادنا -حرسها الله- زاهرة زاخرة بالموارد وهاهي القيادة الرشيدة تصدر مثل هذه القرارات التي تصب في مصلحة مواطنيها وهي بذلك توجه رسالة ضمنية وتلقي بالكرة في مرماهم، فهل يدرك المواطن دوره؟ إننا في الوقت الذي نزجي لقيادتنا من الشكر أوفره ومن الثناء أعطره نناشد المسؤولين أن يقوموا بواجبهم ويحققوا ما تصبوا إليه قيادتنا، ونرجو أن يأتي الوقت الذي نرى فيه أسعارا معتدلة فنبصر تنمية زاهية تسر الناظرين، ونرجو أن يكونوا لذلك فاعلين. (وزارتنا) و(الباحثون) في رسالة بعث بها من رمز لاسمه بـ(ت.ع) يذكر فيها أموراً عجيبة يقابل بها الباحثون من قبل الوزارات المعنية، ولعل ما يلفت الانتباه هو عدم التجاوب وبخاصة من وزارات يعنيها هذا الجانب، ومع هذا الموضوع الهام ستدور رؤى قادمة قريبة إن شاء الله.