الحوار الوطني ..

Abstract

حسن بن علي الجاسر الحوار الوطني.. حسن الجاسر الكل يجمع على أن الحوار الوطني يشكل خطوة كبيرة في طريق إرساء (ثقافة) الحوار، وترسيخ مفاهيم احترام الرأي والرأي الآخر، وطرح هموم الوطن والمواطن على بساط البحث بكل عقلانية وبعيدا عن الحساسيات ومبدأ ( إن لم تكن معي فأنت ضدي ). لقد تابعت جلسات الحوار الوطني في الجوف بكثير من الاهتمام لأن التعليم يبقى هاجسا لدى كل مخلص لهذا الوطن. ولست هنا في وارد الحديث عن موضوع بحثه نخبة من أفضل وأنبل أبناء وبنات الوطن ولكنني أشير إلى بعض النقاط التي أثارت اهتمامي ولفتت نظري في شكل الحوار. وقبل أن أسرد ذلك أود أن أسجل إعجابي الشديد بالأستاذ فيصل المعمر وقدرته الكبيرة على إدارة الجلسات واحتواء الآراء المختلفة ببعد نظر وبرؤية واضحة وقدرات شخصيّة فريدة. الملاحظة الأولى : أن معظم مداخلات المشاركين والمشاركات انصبت على الشكوى وبشكل مرير، مع أن مفهومي لمبدأ الحوار هو أن يكون هدفه البحث عن طرق وأساليب لتجاوز أي سلبيات يعانيها التعليم في المملكة، والشكوى ليس هذا مكانها ولا مجالها. الملاحظة الثانية : أن بعض مداخلات المشاركين والمشاركات كانت عبارة عن خطب عصماء حرص ملقوها على أن يكتبوها بلغة سليمة وبصياغة راقية قبل حرصهم على الفكرة نفسها. الملاحظة الثالثة: قيام بعض المسئولين بالدفاع عن واقع التعليم وكأنهم في جلسة استجواب وليس جلسة حوار. الجميع يتفق على أن حل أي مشكلة يبدأ بالاعتراف بالمشكلة ثم البحث عن حل لها، وما دام الجميع يؤكد أن المشكلة غير موجودة وأن الأمور تسير في مسارها الصحيح فلا أرى داعيا لمناقشة الأمر أساساً. إن رعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للحوار الوطني وحفاوتهما بالمشاركين والمشاركات لدليل على الأهمية التي تعلقها قيادة المملكة على الحوار الوطني ونتائج لقاءاته.. فلماذا لا يرقى بعض المشاركين والمشاركات لهذا المستوى من آمال القيادة؟ لا نريد أن تتحول جلسات الحوار الوطني إلى جلسات للشكوى والتركيز على السلبيات وتدبيج ( البكائيات )، نريده حوارا منفتحا يبرز الإنجاز، ويعدل المسيرة، ويقدح الفكر، ويضع نصب عينيه قيمة هذا الوطن وحرص قيادته على أن يكون ( فوق هام السحب ). Haljasser@hotmail.com