الأبعاد التنموية لإعادة تشكيل الحكومة السعودية دون تغيير

Abstract

الأبعاد التنموية لإعادة تشكيل الحكومة السعودية دون تغيير طلعت زكي حافظ - مساعد مدير عام البنك الأهلي التجاري ــ مستشار وكاتب اقتصادي 02/04/1428هـ t_z_hafiz@yahoo.com أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله، أمراً ملكيا بتاريخ 22 آذار (مارس) 2007، يقضي بتعيين الحكومة السعودية، واحتفاظ كل الوزراء الحاليين بمناصبهم، كما قد أصدر يحفظه الله، أمرين كريمين آخرين يقضي الأول منهما بالتمديد لأربعة من شاغلي مرتبة وزير ممن ليسوا من مجلس الوزراء وخمسة من شاغلي المرتبة الممتازة لمدة أربع سنوات إضافية، وتضمن الأمر الثاني تغيير سبعة مناصب بينها اثنان بمرتبة وزير. تباينت ردود فعل الشارع السعودي حول إعادة تشكيل الحكومة باستمرار جميع الوزراء الحاليين في مناصبهم دون تغيير، ولاسيما أن البعض كان يتوقع أن التشكيل الوزاري الجديد، سيطول عددا من الحقائب الوزارية الحالية، بالذات التي لها مساس مباشر بحياة المواطن، والتي قد لوحظ عليها في الماضي شيء من الإخفاق في مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن، كما قد أعتقد البعض أن التغيير الوزاري الجديد، سيأتي وسيضخ دماء شابة جديدة في شريان الحياة السعودية، وبالذات في ظل التحديات المعيشية التي تشهدها البلاد بجميع اتجاهات الحياة سواء الاقتصادية أم الاجتماعية أم الثقافية أم الصحية وخلاف ذلك، وذلك على المستويين المحلي والدولي. على العكس من ذلك التوقع، فقد عبر عموم أفراد المجتمع السعودي، عن ارتياحهم لذلك التغيير الوزاري، باعتباره يمثل نظرة ثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي هو أدرى بمصلحة البلاد والعباد وأبناء شعبه، ولاسيما أن مثل هذا القرار يصدر من ملك عادل وأمين على مصلحة بلده ووطنه، مشهود له بالإصلاح وتعاطفه ووقوفه إلى جانب المواطن وحرصه على مصالحه وتلبية احتياجاته وتحقيق طموحاته وتطلعاته. لعلي أتفق مع عدد من الآراء التي ساندت التغيير الوزاري الجديد، بأن استمرار الوزراء الحاليين في مناصبهم دون تغيير، يؤكد رؤية المليك الثاقبة وحسه القوي لتقدير للأمور ومجرياتها، حيث إنه لا تزال هناك العديد من الملفات التنموية المهمة والقضايا الحياتية والمعاشية الأساسية على المستوى المحلي، التي لا تزال في حاجة إلى استكمال لدى العديد من الوزارات، ولاسيما في ظل الطفرة الاقتصادية والتنموية الكبيرة، التي تشهدها....