رائع أنت يا عبد الله بن عبد العزيز

Abstract

رائع أنت يا عبد الله بن عبد العزيزصالح الشهوان أن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واحدا من بين أبرز الشخصيات الأكثر تأثيرا ونفوذا في العالم وفق قائمة مجلة «فوربس» لهذا العام محتلا الترتيب التاسع فيها, فذلك شرف للمجلة نفسها في انحيازها الإيجابي لاختيار قامة شامخة الخلق والفعل والقول والقلب والضمير، الملك الإنسان الذي جعل الحكمة صراطه والسلام هدفه والمحبة فضاءه الرحب. وإذا كانت «فوربس» قد سعت إلى وضع المعايير والاعتبارات والخصائص التي على أساسها جعلت «أبو متعب» من بين أبرز المؤثرين في العالم, فإن لنا في نفوسنا وفي نفوس خلق كثير من قارات العالم كلها معايير واعتبارات وخصائص روحانية إنسانية صرفة لا تدركها الكلمات ولا تقوى على تحديدها أو تشخيصها, لأنها زجل في الوجدان يصدح عفويا مع عفوية هذا القائد في محوه المسافة بين القول والفعل، بينه وبين أماني الناس وأحلامهم، سواء كان في مهمة سياسية أو إدارية أو مالية أو في برامج ومشاريع وكأنه يمارس تنفسه الطبيعي، سمحا، طيبا، شفافا، ودودا صادقا يجري مع اللحظة صاعدا بها لكيلا تعاق أو تتعثر، ولسان الحال يقول: «هو البحر من أي الجهات أتيته فلجته المعروف والجود ساحله» حتى حين يبدو أن المصاعب جمة يظل إيمانه عامرا بالحلول، يغري التشاؤم بالتفاؤل.. لذلك أدار مهجة الكون بتطوافه داعية للسلام عبر مؤتمر الأمم, وعبر حوار الأديان والثقافات, وعبر لقاء البابا في الفاتيكان, وعبر زيارات لأمريكا وأوروبا والشرق, وعبر دعم استقرار أسواق النفط وتأسيس منتدى الطاقة, وعبر الانخراط المسؤول في صياغة استدامة رشيدة للتنمية العالمية بعد كارثة الانهيار المالي من خلال دور المملكة في قمة العشرين، فضلا عن أدواره في ذود المخاطر والصراعات عن حماه العربي مثل مبادرة السلام العربية التي كانت تحمل بصماته بالأساس، ومحاولاته الدؤوبة لدعم السلم والأمن في فلسطين، العراق، لبنان، الصومال، واليمن, إلى جانب سجل ناصع مشرق من نجدات الغوث الإنساني لعديد من البلدان المنكوبة في مختلف القارات وعلى مدى السنوات وعلى وجه السرعة. تلك مجرد ومضات لإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على مستوى الخارج، أما الداخل، فقد راد «أبو متعب» مسيرة تحولات نوعية كبرى في التنمية، حيث أرسى قواعد اقتصاد المعرفة بإنشائه للمدن الاقتصادية في مختلف المناطق, وجعل من الاستثمار حراكا شاملا عميقا عبر تفعيل أدواته، سواء الهيئة العامة للاستثمار أو السوق السعودية وبنك الإنماء وصناديق التنمية الإقراضية, فضلا عن توجيه مليارات الريالات لتطوير قطاعات التعليم، الصحة، القضاء والإسكان الشعبي والبنية التحتية, علاوة على ما رصد لكل مجالات التنمية من ميزانيات قياسية. كذلك كرس للحراك الاجتماعي عافيته عبر تسييد حقوق الإنسان وتفعيلها ووضع استراتيجية لمعالجة الفقر وأخرى في محاربة الفساد وحماية النزاهة ودعمه للمناخ الفكري والثقافي بآليات عملية مثل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وإعادة صياغة وزارة الثقافة والإعلام مع ريادة مستمرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وغيرها من منابر وصروح الثقافة والفكر ومرافقهما، سعيا لإشاعة روح التسامح والحوار وتعزيز التواصل بين فئات المجتمع، ومع الآخر من أجل إضاءة الوطن بثقافة مستنيرة لا غلو فيها ولا تطرف, بل كي يتحول الوطن عبرها من مفهوم نفطي في عيون الآخرين إلى منارة إبداع إنساني للثقافة والفكر والعلم يشع عطاء وتفاعلا وخبرة مثلما هو مهبط وحي قدسي ومصدر هداية للعالمين. ويبقى في النهاية أن كل تلك الكلمات لا تختزل حجم وعمق ذلك الفيض الوجداني الذي يغرد في أحاسيس مواطني هذا البلد مع عبد الله بن عبد العزيز الإنسان الملك، لكنها تهتف وتلوِّح بجلال التقدير والامتنان لهذا الرجل السامي النبيل الذي اصطفته قلوبهم وقلوب شعوب أخرى ليكون في صدارة شخصيات العالم.. خليقا، ليس بجائزة نوبل للسلام ولا بقائمة «فوربس» وغيرهما من النياشين والإشادات والشهادات، وإنما ليكون هو فخرها ومجدها، فالعظماء وحدهم يمنحون العظمة لمن يعتقد أنه أشار إلى عظمتهم، وحين يكون المشار إليه رجل بقامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يملك العظماء أنفسهم سوى أن يلتفتوا إليه ملوِّحين: رائع أنت يا عبد الله بن عبد العزيز!