جدة.. قصيدة “الفيصل” وفرشاته

Abstract

جدة.. قصيدة “الفيصل” وفرشاتهحسن ناصر الظاهريمسؤول بحجم (خالد الفيصل).. هو في نظر الجميع ينظر إلى جدة مثل « قصيدة « استعصى نظمها على البعض، ولكنه فارسها، والقادر على فك رموزها، يطوعها كما شاء، كما ينظر إليها (كلوحة) ، أثرت فيها عوامل الطبيعة وشوهت معالمها، وحتماً سيعالجها بفرشاته التي لا تختزن سوى الجمال منذ الأزل، كانت جدة بحاجة إلى من يحافظ على تاريخها، ومكانتها، وجمالها كعروس، ويدرك مكامن الأخطار التي تحدق بها، فقد عانت جدة الكثير من « الخنق والخرق « تعرضت للخنق يوم أن تم انتزاع (بحيرة الأربعين) من حضن البحر الأحمر، وحَبست سواقيها، وحكم عليها بأن تظل هكذا في غرفة الإنعاش، بين الحياة والموت. وتعرضت جدة للخرق يوم أن تم الاعتداء على شواطئها وعلى أوديتها وحدائقها العامة، وتحولت إلى مخططات، بِيع بعضها وتم توزيع بعضها الآخر على شكل منح.لكن.. – وللحقيقة – فإن مستقبل هذه المدينة المكلومة يبشر بالخير، فيكاد يجمع أهلها على فرحهم وسعادتهم لأن يكون على رأس إمارتهم مسؤول بحجم (خالد الفيصل).. فهو في نظر الجميع ينظر إلى جدة مثل « قصيدة « استعصى نظمها على البعض، ولكنه فارسها، والقادر على فك رموزها، يطوعها كما شاء، كما ينظر إليها (كلوحة) ، أثرت فيها عوامل الطبيعة وشوهت معالمها، وحتماً سيعالجها بفرشاته التي لا تختزن سوى الجمال، أي بمعنى آخر، سيصوغ عملية إصلاحها وتطويرها كما يصوغ ( القصيدة المغناة ) ويظهرها بالصورة التي تظهر بها دائماَ (لوحاته) البالغة في الإبداع .لقد أسعدني مما تسرب من غرفة ( الكنترول) التي يرأس لجنتها سمو الأمير خالد، خبر إزالة (بحيرة المسك) وتجفيفها من المياه خلال عام واحد، وفي رأيي، لو أن اللجنة لم تتوصل في أعمالها سوى لهذا القرار لكفاها نجاحا، ولكفى سكان مدينة جدة سعادة وفرحة بزوال هذا الكابوس الجاثم على صدورهم والخطر المحدق بهم، فليس هناك من قرار مفرح يوازي فرحة إزالة بحيرة المسك في مثل هذا الزمن القياسي، والذي كان صعبا ومستحيلا على بعض الجهات المختصة في السنوات التي خلت.وعلى الطرف الآخر فإن ما تسرب من نفس الكنترول حول ( خطة قدمتها الأمانة ) تتضمن إزالة الأحياء الواقعة على مجاري السيول (كالصفا والسامر رقم 3) وهو التصريح الذي جاء على لسان وكيل أمانة مدينة جدة للمشاريع والتعمير، أرى – متواضعا – بأنها خطة عديمة الجدوى، وسوف تستنزف الكثير من أموال الدولة.فمثل هذا الاجتهاد يستدعي دفع تعويضات مرضية لأصحاب الدور التي ستتم إزالتها ومحوها من خارطة جدة، والجميع يعلم رأي وزارة المالية تجاه مثل هذه الحالة التي اعتادت أن ترفع فيها (الفيتو) !والأهم من ذلك، الأثر النفسي السيئ الذي سيتركه مثل هذا القرار في نفوس السكان، جراء التشتت الأسري الذي سيتعرضون له مكرهين، ولذلك نحن مع الخطة الأخرى التى طرحتها الأمانة في نفس ورقتها الرامية إلى بناء أحواض لتجميع المياه في شرقي الخط السريع ومن ثم توجيهها نحو القنوات المتصلة بالبحر مباشرة، وهو – في نظري – إجراء عملي من شأنه أن يساهم في دفع الخطر عن الأحياء التي هي الآن تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وكل ذلك لن يكون هو الحل الذي يتطلع إليه الجميع وينهي المشكلة، إذ لا بد من تأسيس شبكة صرف صحي لهذه الأحياء أسوة بالأحياء القديمة التى استفادت من هذه الخدمة قبل ثلاثين عاما.الآمال معلقة على اللجنة التي شكلها خادم الحرمين بثاقب رؤيته نحو إيجاد حل جذري ينهي هذه المشكلة، فجميعهم يتصفون بالنزاهة وبحب الوطن، وفقهم الله لما يحب ويرضى.