إنسان مفرط في إنسانيته
التاريخ
2009-11-23التاريخ الهجرى
14301206المؤلف
الخلاصة
إنسان مفرط في إنسانيته خالد الغنامي الملك عبد الله بن عبد العزيز إنسان مفرط في إنسانيته – مع حفظ هذا المصطلح لفيلسوف ألمانيا فريدريخ نيتشة - إلا أن هذا الوصف أول شيء خطر ببالي وأنا أقرأ تصريح مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان في صحيفة الحياة (الأربعاء 18 نوفمبر) حين نقل أن الملك عبد لله تألم كثيراً قبل اتخاذ قرار التعامل بصرامة مع المتسللين الحوثيين لأن هذا هو آخر ما يريد القيام به في أي مكان، بالطبع حماية الأوطان هي واجبنا جميعاً و الذود عن كرامة مملكتنا وعزتها هو أمر لا يمكن الانحراف أو التأخر عنه بحال من الأحوال، لكن الكثير من الرؤساء والزعماء كانوا سيردون الصاع صاعين لو كانوا في نفس المقام، و كانوا سيتعاملون بعنف كبير جداً مع مثل هذا الحدث، وها هو التاريخ القريب مليء بقصص من ضربوا شعوبهم بالمواد الكيماوية والأسلحة المحرمة دولياً وقتلوا البشر بعشرات الألوف وأسرفوا في القتل بسبب ظروف هي مثل ما تمر به المملكة في هذه الأيام من اعتداءات منظمة ومرتبة ومخطط لها ووراءها ما وراءها من مؤامرات و مكائد و دسائس، ومع ذلك كان موقف هذا الإنسان المفرط في إنسانيته أن يكون دفع الصائل المعتدي بالقدر الذي يرد أذاه ويوقفه عند حده ويمنعه من التسلل إلى أراضي المملكة أدام الله عزها بأسلوب المتسامح القادر القوي، ولا أدل على ذلك مما نراه من حرص القوات المسلحة على حياة الناس الأبرياء من الطرفين، برغم تفوقها و قدرتها أن تحسم المعركة في فترة أقصر من خلال استخدام سياسة كسر العظم، إلا أنها لم تفعل ولم تتأثر بطول ألسنة السفهاء الذين يتغنون ببطولات من ورق ليست على الأرض، إلا أنهم سرعان ما عرفوا حجمهم الفيزيائي لينطبق على الحوثيّ قول أبي الطيب المتنبي :وجاهل مدّه في جهله ضحكي حتى أتته يدٌ فـّراسة و فماعتقد جازماً وأقولها بملء فمي أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا الإنسان المفرط في إنسانيته، أولى بجائزة نوبل للسلام من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ما زال يرسل الجنود والآلة العسكرية إلى أفغانستان على أمل أن يستقر الوضع هناك بالقوة والعنف، ثم اكتشف الآن أن أفغانستان بحاجة لمعالجة الفساد الإداري والمالي أكثر من حاجتها للآلة الحربية وسفك الدماء، فالملك عبد الله هو أول حاكم مسلم بهذا الحجم والمكانة يقدم مبادرة للسلام الشامل مع إسرائيل إن هي قبلت بأن تعطي العرب ما يطالبون به و يرونه حقهم، يضاف إلى هذا دعوته لحوار الأديان السماوية وغير السماوية والذي يعني تعايش الأمم في سلام بالبعد عن الكراهية والحروب والعداوات، وهو من امتص بحكمته الاحتقان الطائفي من بلادنا واحتوى جميع الناس تحت راية الوطن، كما استطيع القول أن هذا الإنسان المفرط في إنسانيته هو الذي أخرجنا من قمقم 11 سبتمبر وأنقذ بلاده وشعبه من تبعة ما فعله السفهاء منا في لحظات بطولات زائفة صغيرة الإسلام منها براء، فعادت المملكة في سنوات بسيطة لتكون علاقتها مع كل بلاد العالم طبيعية و ناجحة، بعد أن كنا وبلادنا في قفص الاتهام، بل كنا عرضة لما حدث في أفغانستان والعراق من دمار وخراب، وهذه النقطة جديرة بوقفة خاصة وتأمل، فنحن ما زلنا نذكر كيف كان ينظر العالم كله للسعوديين عقب 11 سبتمبر، وها نحن نرى كيف عادت الحالة الطبيعية لما قبل ذلك التاريخ المشؤوم، وما كان هذا ليتم لولا حكمة الملك عبدالله و الذي ما عرفته حكومات ولا شعوب إلا وتجاوزت كل تلك الدعوات الصهيونية التي تتهم المملكة بالإرهاب والإجرام، فمن كان هذا ملكهم لا يمكن أن يكونوا إرهابيين ولا مجرمين ولا يمكن أن تعمم الحالات المرضية الشاذة على شعب عظيم كشعب المملكة، كل أمة عرفت الملك عبدالله رأت منه ما يدعوها لمصافحته لأنها علمت أنه إنسان صادق محب للسلام داعٍ للمحبة، إنسان مفرط في إنسانيته. 0 : عدد التعليقات
الرابط
إنسان مفرط في إنسانيتهالمصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
614937النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
2342الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودأبي الطيب المتنبي
باراك اوباما
خالد بن سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
السعودية - الأمن الوطني
السعودية - العلاقات الخارجية
السعودية - العلاقات الخارجية - افغانستان
حوار الأديان
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
مكافحة الارهاب
المؤلف
خالد الغناميتاريخ النشر
20091123الدول - الاماكن
اسرائيلافغانستان
السعودية
العراق
المانيا
الرياض - السعودية
برلين - المانيا
بغداد - العراق
كابول - افغانستان