سادة الحرب

Abstract

سادة الحرب حمود أبوطالب لا أتذكر أين قرأت ذات مرة رواية لأحد الإعلاميين الذين حضروا اجتماع مكة التاريخي للزعماء العرب في ساحة الحرم المكي الشريف، وقال إنه شاهد بأم عينيه رئيسين عربيين اشتهرا بالخصومة الشديدة يتدافعان بالأكتاف أثناء الطواف حول الكعبة، وكيف كانا يكرران ذلك إلى حد ظن أنهما سوف يتشابكان بالأيدي، حدث هذا وهما وغيرهما قد جاؤوا من أجل رأب الصدع في العلاقات وإزالة ما يمكن من الشحناء بعد أن وصل الوضع العربي أسوأ حالاته، وبلغ العرب حداً من الهوان لا يمكن تصور ما هو أردأ منه.. وكما تعرفون، بعد أن عاد (الزعماء) عادت الأمور إلى ما كانت عليه وأسوأ، رغم التعهدات والوعود في حرم الله. اليوم تجتمع زعامات فتح وحماس في ذات المكان، أي في أقدس بقعة على الأرض، بعد أن قادت هذه الخلافات بقايا فلسطين إلى حريق مخجل، ليس بواسطة الآلة العسكرية الإسرائيلية كما يحدث كل مرة، ولكن بأيدي الفلسطينيين أنفسهم. اشتعل الحريق، وذهبت الأرواح في مشهد عبثي لم يكن يتوقعه أحد.. ها أنتم أيها الزعماء تجتمعون أمام الكعبة المشرفة والعالم كله يترقبكم ويشاهدكم وينتظر ما سوف تفعلونه خلال اجتماعاتكم وبعد عودتكم. لا شك أن عبدالله بن عبدالعزيز والمحبين لفلسطين سوف يبذلون كل ما في استطاعتهم للوصول إلى حلول واتفاق، ولكن ماذا أنتم فاعلون بعد عودتكم هل سيعيد التاريخ نفسه ويبدأ اختلاق الأعذار والمبررات لبدء دمار جديد هل ستنسون المشهد الجليل بين يدي العزيز الجليل وأنتم تعاهدونه وتعاهدون أنفسكم على تحكيم العقل وإنقاذ ما تبقى من أمل لهذا الشعب المنكوب على يد السياسة منذ أكثر من نصف قرن لم يعد هناك شيء أيها السادة يمكن إحراقه، والعار كل العار أن ترتد البندقية الفلسطينية إلى صدور الفلسطينيين وأنتم تطلقون تصريحاتكم لوسائل الإعلام، بينما القبور فاغرة أفواهها لاستقبال المزيد من ضحايا النكبات والمآسي المتكررة.. استفيدوا من الفرص التي يمكن ألا تتكرر، وفلسطين في أعناقكم..