حماية الفرصة

Abstract

حماية الفرصة حمود أبو طالب لا شك أن الجميع يشعرون بالسعادة حين يلقى التعليم الاهتمام اللائق به كما حدث في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حين تم إقرار أكبر برنامج لتطوير التعليم بمبلغ تسعة مليارات ريال وبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين وفق برنامج زمني محدد، وكذلك محاور أو جوانب محددة، وإن كانت لا تزيد عن عناوين عامة تدخل تحتها تفاصيل كثيرة ومتنوعة.. وموضوع تطوير التعليم ظل منذ فترة طويلة حديثا متكررا لوزارة التربية والتعليم، نكاد نسمعه كل عام، ولكن لا تزيد النتيجة عن تعديلات أو تغييرات شكلية لا تضع حلا أو جزءا من حل حقيقي لمشاكل التعليم المتراكمة التي لم نملك الشجاعة للاعتراف بها كما هي فعلا، حتى وصلنا إلى هذا الوضع الذي لم يعد بإمكان أحد أن يتجاهله أو يقلل من خطورته. ربما كانت هناك نية جادة في بعض المراحل لدى بعض مسؤولي التعليم لتحسينه أو على الأقل حمايته من التدهور الذي يتغلغل في مفاصله، ولكن أحدا منهم لم يكن قادرا على تنفيذ مشروع إيجابي، ولعلنا إذا أردنا الحديث بوضوح فلا بد من قول أن التعليم أريد له أن يكون المنطقة الحساسة التي لا يصح أو لا يجوز الاقتراب منها لتبريرات وذرائع لا سند لها ولا منطق يدعمها، ولكن لأن من يبتدعونها يملكون قوة التأثير وفرض الرأي وتغيير القرار، وبعد كل الوقت الذي مضى عرفنا الآن أنهم إنما فعلوا ذلك لأن التعليم هو القناة الأهم لتمرير فكر محدد يجب أن يكون المسيطر والمهيمن، وبالتالي فإن أي حديث عن تطوير التعليم تكون نتيجته استفزازا كبيرا لأصحاب هذا الفكر، وبالتالي استخدام النفوذ والتأثير لإجهاض أي محاولة بعد تضخيم الأمر والزج بكل الأخطار والمساوئ في نتيجته إذا تحققت، مع أن الحقيقة غير ذلك تماما. ومع تفاؤلنا بهذا المشروع الجديد، إلا أننا لا نستطيع كتمان بعض هواجسنا لأن المهم في الأمر ليس المبلغ الكبير الذي رصد له، ولا النوايا الطيبة للذين طرحوا فكرته، ولكن المهم حمايته من الاختراقات التي يمكن لها أن تحوله إلى مشروع شكلي لا يحقق النتيجة التي يصبو إليها المجتمع، وبالتالي إضافة المزيد من المشاكل الوطنية والاجتماعية، ومزيد من التراكم لأجيال لم يعد هذا التعليم شفيعا لها لممارسة أبسط أشكال الحياة التي يتطلبها الحاضر، ناهيكم عن المستقبل. دعونا نقل إنها الفرصة الأهم التي لا بد من حمايتها.