قصائد ابن نحيت بوح وطني يستلهم الأحداث البطولية

Abstract

تجسد مشاركة الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت في مسابقة شاعر المليون صورة الشاعر البار بوطنه تحت ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظهما الله، بل هو من خلال مشاركته بقصائده الوطنية الراقية والرزينة والمشرّفة ، يمثل الوطن خير تمثيل ويعكس الصورة الجميلة للمواطن السعودي، التي ينبغي أن يقدمها كل (سفير) , ولعل التفاف جماهير الشعر حوله أثناء وصوله الى الرياض قادما من أبوظبي خير دليل على رضى متذوقي الشعر عن مشاركته الشامخة التي ردد من خلالها:أقسمت ما انسى واجبي واخترت لـي درب يليـق وانـا هنا والا هنـا مـا انسى انتمائـي والقسـممادام نيشان الفخر له في سمـاء صـدري بريـق وشلون نيشان الولا اللي داخل القلـب انرسـم!!جدّي وابوي معاهديـن الديـن بالعهـد الوثيـقوانا على نفس الطريق اقسمت والوضع انحسم.. وننتقل مع شعر زياد بن نحيت الى قصة أخرى من العشق والوفاء لهذا الوطن الذي يتجلى حبه في كل مناسبة وكل وقت حيث تعود تفاصيل تلك القصة الى عام 2000 م حيث تحطمت طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية في مطار القصيم الإقليمي، أثناء مشاركتها في عملية إنقاذ مواطن احتجزته السيول التي هطلت على المنطقة آنذاك. وقد راح ضحية هذا الحادث سبعة من أبناء هذا الوطن (ثلاثة ضباط وأربعة أفراد).وخلال حفل استقبال الأمير سلطان يحفظه الله لذوي وأقارب الشهداء بمكتبه بعد الحادث ألقى الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت قصيدة تستلهم الموقف البطولي للشهداء السبعة وتنضح بالإنسانية والوطنية ، يقول فيها:عسى الله يلهم أهل الراحلين الصبر والسلوان مدام إن الحياة أقدار والأعمار مكتوبة وأنا باسم الوطن والتضحية والحب والإيمان ابنعي سبعة في طائرة إنقاذ منكوبة رجالٍ باعوا الدنيا من أجل مساعدة غرقان صقور طبحو وسط الخطر والنار مشبوبه مهمتهم صعيبة موحشة ورجالها شجعان ضباب وليل وبروق ورعد وأمطار ورطوبه يعرفون إنها مستعصية ما هيب بالإمكان ويدرون إنهم لو نفذوها شبه أعجوبه ومع هذا مشو لمواطن صكت به الوديان بكل اصرار ما دام الشهادة دربها صوبهأقدم للفهد ولنائبه ولسيدي سلطان عزا .. ولكل محبوب بكا لفراق محبوبهواهنّي طاقم الترنيدو اللي ولعت نيران وأقول باسم أبوخالد فدا ما هيب محسوبه ألا يا سيدي منا لك الشكر ولك العرفان على وقفاتك اللي كلها للخير مصبوبه وأنا باسم الوزير ونائبه ورئاسة الأركان أقدم لأهل الأبطال العزا .. وأقول مكتوبهمشهد عاطفي طرزته هذه القصيدة الوطنية الإنسانية، من شاعر يمتلك النفس الطويل ليغوص في أعماق بحور الشعر، ويستخرج داناتها، مقدما أجمل ما تكتنزه هذه البحور..ولا غرو أن يكون الوطن الملهم الأول والمحبوب الأسمى، الذي ترتفع القصائد إلى عليائه..ولذلك نجد البوح الوطني الرائع متأصل في نفس الشاعر، ويتخلل معظم قصائده، ومن ذلك قوله ذات مناسبة: وحنا أولاد وأحفاد الرجال اللي هاك الأزمانمشت في طاعة الله ثم في طاعة معزبها إلى أن قال:وحنا جنودكم يا سيّدي حـماية الأوطان عيال جنود أبوك اللي توارثنا مذاهبهافالمسألة ليست مشاعر وقتية عابرة، بل ولاء ومحبة متأصلة يتوارثها الأبناء عن الآباء، والخلف عن السلف.. فكأن لسان حال شاعرنا يقول: «نحن في خدمة الوطن تحت قيادتكم يا حكامنا الأوفياء، مثلما كان آباؤنا في وقت أبيكم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه».. وتكريسا لهذا المعنى يقول شاعرنا في مناسبة أخرى:يا خادم البيتين لك منا مواثيق وعهود نمشي بدرب أجدادنا ما يختلف منوالهامناسبة كانت سانحة للبوح بالمشاعر الكامنة والحب المتأصل، ليتحدث شاعرنا (باسمه واسم شيوخ حرب وكل رجالها)..مبينا الاستعداد الكامل تحت راية إمام المسلمين، فداء للدين والوطن الذي يتفيأ ظلاله ويعترف بفضله.. مؤكدا: (حنا لها يا سيّدي حنا لها حنا لها).. قولا جزما يؤكد على أنه جاهز لبرهنته بالفعل..فيما تزمجر القوافي معلنة الولاء:يا الحاكم اللي كل ما زادت به الدنيا يزودحب ووفا للديرة اللي نستظل ظلالها وحنا قبايل (حرب) عدوان النصارى واليهود ما ننشد أهل المعركة عن عرضها وأطوالهاتامر علينا كلنا وحنا تحت أمرك جنود لله .. ثم للديرة اللي ما نسينا أفضالها والله ما تلقى بيننا يا سيّدي رجلٍ شرود حنا الشجاعة شاربين باللقا فنجالها واليا اختلط بالجوع عج وصارت الأيام سود (حنا لها) يا سيدي (حنا لها) (حنا لها) وكثر الكلام الناس قالوا قبلنا ما فيه فود واللّي يبرهن صحة أقوال الرجال أفعالها