تقنين أعداد الحجاج نُبلُ الغاية ووضوح الرؤية..
التاريخ
2013-06-28التاريخ الهجرى
14340819المؤلف
الخلاصة
تحمل المسؤولية أياً كانت ليس بالمهمة السهلة، وحين تكون المسؤولية خدمة ورعاية الأماكن المقدسة عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يكون الأمر أجل وأعظم. لذلك لا تُستغرب أبداً الرعاية والاهتمام اللذين توليهما حكومة المملكة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي تتجسد في تسخير كافة الإمكانيات المادية و البشرية تخطيطاً وتنفيذاً وتنظيماً، وهو ما دأبت عليه بلادنا منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ في خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، والحرص على أمنهم وراحتهم، وتفرغهم لتأدية مشاعرهم الدينية بكل طمأنينة ويسر وسهولة. وتأتي في هذا الاتجاه أيضاً التوسعات المتكررة للحرمين الشريفين والأعمال العمرانية والإنشائية العملاقة التي تهدف إلى مواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار من الداخل والخارج عاماً بعد عام ، وما يتطلبه ذلك من زيادة في الخدمات والمرافق. وفي ظل عدم الانتهاء من أعمال التوسعة الكبرى الجارية حالياً في المسجد الحرام بما فيها توسعة المطاف؛ يجيء قرار تقنين أعداد الحجاج لهذا العام، وهو لا يقتصر على حجاج الخارج دون حجاج الداخل، بل إن الدولة حرصت على أن يشمل التقنين حجاج الداخل بنسبة 50% وهي نسبة أكبر من نسبة تقنين حجاج الخارج التي لم تتجاوز 20% فقط، و هو قرار يأتي منسجماً مع ما قررته منظمة التعاون الإسلامي بتحديد نسب مئوية لأعداد الحجاج من البلدان الإسلامية بهدف تنظيم فريضة الحج، وحفاظاً على أرواح المسلمين، لا سيما وأن المناسك تؤدى في منطقة محدودة المساحة وفي وقت محدد، فكيف إذا كانت أعمال التوسعة متزامنة مع موسم النسك؟؟. لا شك ان كثافة أعداد الحجاج المتوقعة سوف تتسبب في تأخير تنفيذ مشاريع التوسعة والخدمات والمرافق، إضافةً إلى ما قد ينتج عن الزحام من أخطار قد يتعرض لها الحجيج، ومع ذلك فإن من الضرورة بمكان أن يعلم الجميع أن هذا التقنين في أعداد الحجاج هو تقنين مؤقت إلى حين الانتهاء من المشروعات التي يتم تنفيذها في المسجد الحرام ومن بينها توسعة المطاف، كما ينبغي توضيح الانعكاسات الايجابية لهذا التقنين على راحة الحجاج مستقبلاً، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، بما فيها زيادة الطاقة الاستيعابية للمسعى بما يعادل ثلاثة أضعاف طاقته الحالية وما تتيحه الأعمال الجارية حالياً من زيادة في المرافق والخدمات. ونحن إذ نتناول هذا الموضوع فإننا ندعو إلى ضرورة تعاون كافة المسلمين داخل المملكة وخارجها واستجابتهم لدعوة المملكة المخلصة، وخاصة من سبق لهم أداء الفريضة ومن يستطيع تأجيلها للأعوام القادمة من أجل إفساح المجال لغيرهم من المضطرين لأدائها هذا العام، كما أنه من واجبنا جميعاً مواطنين ومسؤولين ومؤسسات أن نساهم بفعالية في التوعية بالآثار الايجابية لهذا القرار. بقى أن نقول: إن ما تقوم به بلادنا من جهود وما تبذله من أموال؛ إنما يُقصد به وجه -الله تعالى- دون رياء ولا منة، بل هو شكر -لله- الذي شرف بلادنا بخدمة بيته العتيق، وشرف قائدنا بلقب خادم الحرمين الشريفين، وهو الذي يضرب لنا القدوة والمثل في الحرص على خدمة ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام.
المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
618601النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14623الموضوعات
الاسلامالجمعيات الدينية
المدينة المنورة - الادارة العامة
المسجد الحرام
المسجد النبوي
رعاية الحجاج
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - ابناؤه
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة
المؤلف
فهد الخالديتاريخ النشر
20130628الدول - الاماكن
السعوديةالمدينة المنورة - السعودية
مكة المكرمة - السعودية