هل فقدت الديبلوماسية السورية حكمتها ؟
التاريخ
2007-08-20التاريخ الهجرى
14280807المؤلف
الخلاصة
هل فقدت الديبلوماسية السورية حكمتها؟ محمود المبارك الحياة - 20/08/07// في خطابه الشهير في مؤتمر مدريد 1991، وقف الوزير العربي شامخاً أمام الإعلام الغربي - الذي كرر اتهام رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، لسورية بصفتها دولة «راعية للإرهاب» - حين فاجأ الوزير وسائل الإعلام العالمية بإبراز وثيقة بريطانية قديمة، تفيد بأن رئيس وزراء إسرائيل، إسحاق شامير، «مطلوب أوروبياً بتهمة الإرهاب» لضلوعه في عمليات تفجير في فلسطين أثناء فترة الاحتلال البريطاني. وكان الوزير استهل حديثه لوسائل الإعلام بقوله: «أنا أخبركم من هو الإرهابي»! لم أكد أملك فرط إعجابي وأنا أتابع لحظات المؤتمر الدرامية من منزلي في غرب الولايات المتحدة، حيث بهرت بثقة الوزير السوري، فاروق الشرع، في استثمار الحدث بطريقة ديبلوماسية بارعة، ظننت أن السياسة العربية على وشك افتتاح مرحلتها الجديدة، التي أسميتها «ديبلوماسية العنف». قبل ذلك بأيام، كان الوزير - الذي بدا في بداية العقد السادس من عمره - أنهى تكهنات إعلامية غربية حول احتمالية مصافحته لأعضاء الوفد الإسرائيلي، بموقف آخر بدا فيه عزيزاً حين قال: «إنني لن أصافح الأيادي الملطخة بالدماء العربية»! بمثل هذه الكلمات البسيطة المقنعة، استطاع الرجل البسيط في أسلوبه، أن يكتسب شهرة عربية وعالمية واسعة، بعد أن شغر مكاناً صعباً، كان سلفه - الذي خدم فيه لقرابة ثلاثة عقود كاملة - أرسى فيه أسس ما عرف بـ «الديبلوماسية السورية الصعبة المراس». ولكن الوزير الذي شغل منصب الخارجية السورية للأعوام 1984-2006، ثم أصبح نائباً للرئيس في تعديل مفاجئ، ربما يكون جاوز حدود «ديبلوماسية العنف»، حين تحولت وجهة الانتقادات السورية الرسمية من عدوها الأول إسرائيل، إلى دول عربية صديقة، كان آخرها التصريح المنسوب إلى نائب الرئيس السوري قبل أيام، والذي أثار جدلاً واسعاً حين شهر المسؤول السوري سيفه ضد الدور السعودي في المنطقة. وبغض النظر عن تفاصيل ما جاء في الانتقادات السورية، فإن مجرد إثارتها في مثل هذا الوقت، فيه بُعد عن الحكمة الديبلوماسية التي يراد لسورية أن تنتهجها مع أشقائها العرب، في وقت نصبت فيه الولايات المتحدة عداءها لها، وفي وقت فقدت فيه الحكومة السورية جزءاً مهماً من علاقاتها التقليدية مع عدد من الحكومات العربية. وغني عن القول إن سورية محتاجة إلى السعودية أكثر من حاجة الأخيرة إليها، خصوصاً في مثل....
المصدر-الناشر
صحيفة الحياةرقم التسجيلة
619885النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16208المؤلف
محمود المباركتاريخ النشر
20070820الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
العالم الاسلامي
العالم العربي
الولايات المتحدة
ايران
بريطانيا
دار العلوم
سوريا
فلسطين
لبنان
الرياض - السعودية
القدس - فلسطين
بيروت - لبنان
دمشق - سوريا
طهران - ايران
كامبردج - بريطانيا
واشنطن - الولايات المتحدة