تطوير التعليم .. الأمور الصغيرة قد تهدم الكبيرة!
التاريخ
2009-11-09التاريخ الهجرى
14301121المؤلف
الخلاصة
تطوير التعليم .. الأمور الصغيرة قد تهدم الكبيرة!محمد بن عبد الله الشريف لم تحظ وزارة ما بمثل ما حظيت به وزارة التربية والتعليم من اهتمام ودعم من القيادة, بخاصة في عهدها الجديد! وزير وثلاثة نواب أحدهم في مرتبة وزير, وعدد كبير من الوكلاء والمسؤولين الأكفاء! وفوق هذا كله ميزانية ضخمة يكاد المرء يخطئ في قراءة أرقامها المذهلة, التي تعادل أو تفوق ميزانية دولة, وليس وزارة, ويتصور المتأمل لها أنه يستحيل معها حصول أو قبول أي عذر للقصور عن بلوغ الأهداف! وقبل ذلك كله هناك المنحة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم, البالغ مقدارها تسعة مليارات ريال قبل عدة سنوات, رؤي تكوين شركة قابضة تتولى تنفيذ مشاريعها بمرونة بعيدا عن تعقيدات الإجراءات البيروقراطية, بإشراف مجلس إدارة على أعلى المستويات, ورئيس تنفيذي مختار بعناية! ومن ثم يحق لكل مواطن أن يتساءل: أفبعد هذا يوجد مجال للأعذار؟! مشكلة وزارة التربية والتعليم, في الماضي, أن كل وزير يأتي يحمل أفكارا لمنهجية العمل وفق رؤيته الخاصة, غير ما كان يحمله سلفه, فتضيع سنوات من عمر الأجيال في إجراء الدراسات ووضع البرامج والآليات, ولا يكاد يبدأ في تنفيذها حتى يأتي غيره كي يبدأ من جديد! ونحن لا نشكك في نيات أحد, والكل مخلص ــ إن شاء الله ــ لكن كما يقول المثل (لكل مجتهد نصيب), بيد أن العمل التربوي والتعليمي ينبغي أن يكون عملا مؤسسيا, يُبنى على رؤى واضحة, ومنهجية ثابتة ومستمرة, يستمد أسسه من تراث الأمة وحضارتها, ولا يهمل مكتشفات العلوم ووسائل التقنية, هذا رغم أن الكل كان يعرف العلة المتمثلة في رداءة المخرجات, وتدني المستويات, بحيث صار هدف التعليم حشو الأذهان بالمعلومات التي ما تلبث أن تتبخر فور إغلاق المدرسة أبوابها في نهاية العام الدراسي, وتحول الأمر إلى تسابق على تحقيق أعلى النسب في الشهادات, بغض النظر عن تحقيق الغايات, وأسفر ذلك كله عن تخريج أجيال تنكرت للقيم, وانسلخت عن التراث, ولم تجد مكانها في بناء الأمة, إن لم تكن قد أساءت لمقدرات هذه الأمة بتصرفات مسلكية عبثية في مناسبات وطنية! حتى مادة التربية الوطنية التي استحدثت قبل أكثر من عقد من الزمن, وقيل إنها ستكون المحرك الذي يوقظ في النفوس حب الوطن ورعاية مكتسباته, والتمسك بقيمه وأخلاقياته, لم يكتسب منها الطالب ما يفيده, لأن التربية فعل ويقين قبل أن تكون مادة للتلقين! فما الذي....
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
620791النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5873المؤلف
محمد بن عبدالله الشريفتاريخ النشر
20091109الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية