من حسنات معرض الكتاب

Abstract

من حسنات معرض الكتاببعد صلاة الجمعة كان ثالث أيام معرض الكتاب الدولي بالرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وقد افتتحه نيابة عنه الوزير الشاعر عبدالعزيز خوجة القادم من السلك الدبلوماسي بعد ما يزيد عن عقدين ونيف، رغم أن الثقافة والإعلام ليسا جديدين عليه فقد سبق أن عمل وكيلا لوزارة الإعلام إبان وزارة معالي الأستاذ محمد عبده يماني، فقد كان أبو ياسر والحق يقال رجل علم بدبلوماسية مغلفة، وكان الوزير الجديد الخوجة يده اليمنى، على أية حال ليس هذا مجال الحديث فأنا أتحدث عن حدث هذا الموسم -معرض الكتاب الدولي- وفي اليوم الثالث أو الرابع فقد كانت دعوة كريمة من معالي الوزير الجديد وفي مركز الملك فهد الثقافي، حفل ثقافي فني وغذاء روحي وجسدي.كنت مع زميلي سابقا وصديقي سابقا ولاحقا عبدالله محمد حسين العبدالمحسن، فلقد زاملته بضع سنوات في مكتبة الملك فهد الوطنية وقد تقاعد مبكرا ورحل إلى المنطقة الشرقية وتفرغ للكتابة والتأليف، وسبق أن صدرت له عدة مجموعات قصصية ودراسات أخرى، وكان أن صدر له روايته الأولى (السواق) واختير عضوا لمجلس إدارة النادي الأدبي بالدمام، دخلت معه المركز وانتظم عقدنا مع الوفود الرسمية لمعرض الكتاب ووفود المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يتزامن موعده مع المعرض، بعد السلام والتعارف مع بعض المدعوين رأيت شيخين يتوكآن على عصويهما قد أخذهما أحدهما إلى المصعد بدلا من السلم (الدرج) عرفت أحدهما وهو زميل سابق منذ قبل ما يقرب من نصف قرن عندما تعينت في رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1382هـ وهو الفنان الشعبي عبدالعزيز الهزاع، وكان معه شخص لم أتبين شخصيته.وفي نهاية الحفل الفني والشعبي وبداية أخذ أماكننا على موائد الغداء وتفرقنا على الموائد، بعد أن أخذ كل منا ما يختاره من كنوز الأدب والمعرفة من كتب ونشرات، وبعد أن فرغنا قدمنا إلى طعام الغداء، ولما هممنا بالانصراف وإذا بالشخص الذي كان يرافق الممثل الشعبي الهزاع يقبل عليّ ويحتضنني مرحبا باسما ذاكرا اسمي، كنت لأول وهلة أعتقد أنه قد شبهت له، ولكنه ذكر اسمي واسم والدي –رحمه الله- فقابلته بالشعور نفسه مرحباً فرحاً وحاضناً له فقال: أنا عبدالوهاب الطريري استعدت ذاكرتي فتذكرت أن والده –ناصر أطال الله عمره- من أصدقاء والدي وعرفت أن عبدالوهاب كان أحد الدعاة الحادين. وكان خطيب جامع الملك عبدالعزيز في شارع العليا، على أية حال بادرني الشيخ عبدالوهاب بل فاجأني بأنه قد قرأ باكورة إنتاجي (بدايات) وشكرني على أني قد وفيت للمطوع (الكتاب) وأني قد بدأت بذكره وشكره.كان بجانبي زميلي وصديقي عبدالله العبدالمحسن فقدمته قائلاً من باب الاستفزاز: هذا صديقي المخالف عبدالله العبدالمحسن فأخذه بالحضن، وقال: قل شيعي فنحن كلنا شيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا لي منهم أصدقاء فقد كان عندي قبل أيام منهم: محمد محفوظ، وزكي الميلاد.. لقد سعدت بسعة أفقه وبتقبله لاستفزازي بدون نرفزة، أو استغراب فطلب من ابنه الذي كان برفقته ناصر أن يناوله نسختين من كتابه الأخير (قصص نبوية) فكتب لي إهداء: إلى الأستاذ القدير والأديب الكبير محمد العبدالرزاق القشعمي ممهوراً بتوقيعه في 9/3/1439هـ.وأهدى النسخة الأخرى لرفيقي أبي أحمد، بعد أن كتب عليها عبارة الإهداء الجميلة.أقول إنني قد فوجئت بل وفرحت بأن يتحلى مثل هذا الشيخ بهذه الروح المرحة والمستوعبة لما حوله، فقد وجدته عكس غيره ممن يضيق بكل جديد ويستنكره بل وتراه ينظر لمن حوله وكأنهم كلهم مخطئون وهو الوحيد السائر على جادة الصواب، سبحان الله!!.لقد ودعنا الشيخ الكريم عبدالوهاب بن ناصر الطريري وشكرناه على هديته القيمة ووعدناه بأن نقرأ كتابه الذي زادنا إعجاباً به أنه أهداه لوالده الذي كان أول من فتق لسانه بذكر الله، وأعاد له الفضل في رعايته لنشأته وتقويم مسيرته وحفز همته.. وقال: إلى سيدي الوالد أقدم هذا العمل سائلاً الله أن يجعل ثوابه له موفوراً متتابعاً، وأن يبارك في عمره وينسأ في أجله ويجزيه عني خير ما جزى والداً عن ولده..وهكذا يجب أن يتصف الدعاة وطلبة العلم بروح التسامح والمحبة فلعل أبا ناصر يكون قدوة لنا جميعاً.. وهذا يقرب الأجسام، ويرقق النفوس، ويزيل الاحتقان، ويبعد الفرقة والاختلاف.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة