“دحلان” الذي انتزعته غرفة جدة من دهاليز الجامعة

Abstract

“دحلان” الذي انتزعته غرفة جدة من دهاليز الجامعة كتب - عبدالله الطياريقبل ثلاثة عقود من الزمن.. جاء الشاب عبدالله صادق دحلان الى الغرفة التجارية الصناعية بجدة قادما من جامعة الملك عبدالعزيز.. اذ كان يعمل معيدا بتلك الجامعة واسعة الصيت ومصدر الاشعاع المضيء.. وجاء الى غرفة تجارية تأثيرها محدود وتعيش في ظلام شوارع العروس عبر مكاتب في مبنى متواضع لا يمثل شيئا للمجتمع الجداوي.. رغم جهود نخبة من التجار والصناع انذاك بقيادة العم «إسماعيل أبوداوود” لتطويرها وابقائها في الواجهة لخدمة التجار والصناع في مدينة تسعى لان تشكل في تلك الايام الثقل التجاري والصناعي للوطن.ولم يأت عبدالله دحلان الى الغرفة انذاك كونه “ابن نائب رئيس مجلس الشورى” بل جاء اليها لا يحمل معه إلا طموح شاب مكافح، كان يرغب أن يحقق ما يطمح اليه لخدمة بلاده اولا ومدينته ثانيا قبل العودة للجامعة.. اذ كان الاتفاق مع رئيس مجلس إدارة الغرفة انذاك “اسماعيل ابوداوود” ان يعمل في الغرفة لسنة واحدة فقط ومن ثم العودة الى دهاليز الجامعة.. غير ان ابداعاته في الغرفة جعلت ادارتها تطالب الجامعة بتجديد اعارة الدحلان 4 سنوات اخرى لتنتهي السنوات الاربع بمفاجأة جديدة تمثلت في مطالبة الدحلان للجامعة بقبول استقالته.اول التحديات التي واجهت الدحلان في العام الاول بالغرفة “قضية المستودعات” والتي كانت تشكل ازمة خانقة لتجار جدة واستطاع أن يحلها عبر استئجار أرض من الميناء وتأجيرها برسوم رمزية لصناع وتجار جدة.. واستمرت التحديات والنجاحات حتى غادر مبنى الغرفة في عام 1418 بعد 18 عاما متواصلة قدم فيها كل ما يمكن ان يقدم من ابداعات.. ورغم البعد عن الجامعة كل هذه السنوات الا ان قلبه لا يزال يرفرف حبا لقاعات المحاضرات والطلاب الذين تركهم بكلية الاقتصاد والإدارة قسم ادارة الأعمال.. ليبدأ بحثه عن قوانين تتيح له تحقيق طموحاته حيث كانت أنظمة وزارة التعليم العالي لا تسمح بإنشاء كليات للقطاع الخاص ولكنه أصر وظل يطالب الى أن تحقق هذا الحلم من خلال كلية إدارة الأعمال بجدة والتي ستعلن عما قريب عن تحولها الى أول جامعة أهلية بجدة. وطوال الثمانية عشر عاما في غرفة جدة.. كان عبدالله دحلان لا يعمل فقط لبيت الاعمال بجدة.. بل كان يعمل لكل الغرف التجارية الصناعية في المملكة.. اذ استفادت مختلف الغرفة من الهيكلة التي اعدها دحلان للغرفة التجارية الصناعية بجدة.. بل ان غرفة جدة انذاك ألقت بظلالها على مختلف الغرف التجارية بالمملكة بتخريج ثمانية من منسوبيها وصلوا الى أمناء عامين لعدد من الغرف في الطائف وأبها والباحة وتبوك جازان وغيرها، بل أن هناك الكثير من رجال الأعمال العرب كلما حطت رحالهم في جدة لا بد أن تكون في أجندتهم زيارة الدحلان بغرفة جدة للاطلاع على آخر إنجازاته في الغرفة، بل ان بعض المطلعين على الشأن التجاري العربي يشيرون الى ان بعض الغرف الخليجية والعربية استفادت من الهيكلة التي اعدتها غرفة جدة لتصحيح أوضاعها وتعديل مسار عملها. ويؤمن «الدحلان» بأهمية التواصل بين القطاعين الخاص والعام واللقاء المباشر بينهما.. لذلك كان يتنقل ما بين مكاتب الوزراء بالرياض لدعوتهم لزيارة «بيت التجارة« والالتقاء برجال الأعمال في حوار متواصل معهم والاطلاع على مشاكلهم والعقبات التي تعترضهم لإزالتها.. ونجح «الدحلان « وغرفة جدة في استقطاب اغلب الوزراء المرتبطين بالاقتصاد والتجارة.. الى ان توجت الغرفة بزيارة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يوم كان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية.ولم تكن طموحات وأفكار الدحلان تقف عند هذا الحد.. بل وصلت الى تطوير دور اللجان في أعمال الغرفة مما جعلها تساهم في صناعة قرارات وزارية ذات صبغة اقتصادية ومن أهمها إلغاء التأمينات على العمالة الوافدة.. و يتميز ”الدحلان” بدينامكية كبيرة جعلت البعض يراهن على استقلالية القرارات في غرفة جدة لو تبوأ كرسي الرئاسة داخل المبنىالأزرق.. ومواصلة دينامكية المجلس السابق وإعادة توهج غرفة جدة، رغم ان هناك من يتخوف من عودة «الدحلان« للعديد من الأسباب، غير انها وان اتفقت معه أو اختلفت حول مسيرته لا بد أن تقف باحترام وتقدير لمسيرته الطويلة مع الغرفة.. حتى أن أحدهم من غرفة جدة قال: كلما ذهبنا لبقعة في الأرض ويعرفوننا أننا من غرفة جدة سألونا عن «العم إسماعيل ابوداود وعبدالله دحلان«.