الرياض .. من ( قيصرية الصيارفة ) إلى المركز المالي

Abstract

الرياض .. من (قيصرية الصيارفة) إلى المركز المالي علي الشدي - 02/04/1428هـ alshiddi@taic.com تدشين الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء يوم الثلاثاء الماضي لنحو 1800 مشروع تنموي وتطويري وخدمي في منطقة الرياض بتكلفة تصل إلى 120 مليارا سيدفع المنافسة الإيجابية بين مناطق المملكة إلى الأمام.. ولعل ما يطمئن أن جميع هذه المشاريع قد انتهت دراساتها ورصدت لها الاعتمادات، كما أكد أمين مدينة الرياض في حديث تلفزيوني بعد المناسبة، مما يعني عدم التأخر في التنفيذ. وللقارئ الكريم أن يغمض عينه قليلا ويتخيل الرياض درة المدائن وعروس الصحراء بعد تنفيذ هذه المشاريع.. ثم يغمض عينه مرة أخرى ويتذكر كيف كانت الرياض قبل ثلاثة أو أربعة عقود فقط وهي في عمر المدن والشعوب لا تعني شيئا. كانت الرياض مدينة صغيرة هادئة، سكانها أقل من 500 ألف نسمة والآن أكثر من خمسة ملايين، وإذا أدخلنا المحافظات التابعة لها فقد تصل إلى ستة ملايين نسمة، وتفوق مساحتها وسكانها مجموعة من الدول المجاورة. الرياض قال عنها حسن نصيف ـ يرحمه الله ـ زاجلا: ما فيش غير البطحا والسوق والدرعية وأبو مخروق، وأحمد وأبو معتوق، وفعلا لم يكن في الرياض مجال للترفيه غير ما ذكر الدكتور نصيف أو إبريق من الشاي مع النعناع في قهوة العويد على طريق خريص.. أو تجول في شارع الوزير. وليس فيها من المطاعم إلا عدد قليل من المطاعم الشعبية ومطعم لبناني صغير، ثم جاءت شاورما عبده في شارع الوزير فكانت فتحا في عالم الأطعمة السريعة، واليوم في مدينة الرياض حسب المسؤول المختص في الأمانة نحو 23 ألف مطعم منوع بين الوجبات الكاملة والسريعة والمقاهي. وللحديث عن المشاريع الجديدة التي تم تدشينها أركز على أمر مهم هو أن بعض هذه المشاريع تعد نقلة نوعية وليست مشاريع عادية.. وأهمها مركز الملك عبد الله المالي.. الذي يحول الرياض إلى مدينة مالية تنافس المدن المماثلة.. وتتفوق عليها بسبب القوة الاقتصادية لهذه البلاد والسوق الكبيرة التي وطنت معظم البنوك والشركات في الدول المجاورة من أجلها.. وللمقارنة أيضا أقول إن المركز المالي في الرياض كان يقع في قيصرية البلدية ثم عرفت باسم قيصرية الصيارفة وتقع في ميدان الصفاة.. وهي عبارة عن دكاكين لا يزيد عددها على عشرة يشغلها الصيارفة: المقيرن والسبيعي والراجحي والشويرخ والراشد والمشعل والصانع وغيرهم ويقابلها في المشروع الجديد منطقة تقع على أكثر من مليون متر مربع وبتكلفة 28 مليار ريال. ومن النوعية المتميزة أيضا في المشاريع الجديدة.. مدينة تقنية المعلومات والاتصالات بتكلفة 6200 مليون ريال، وإضافة إلى هذه المشاريع هناك الطرق والكهرباء والمياه والتعليم والصحة التي تغطي مختلف المحافظات الواقعة ضمن مدينة الرياض. تهنئة للأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير سطام بن عبد العزيز وللفريق العامل معهما على هذه الإنجازات التي تم التحضير لها بصمت ولذا كانت هدية مفرحة شهد على تقديمها ممثلون لمختلف شرائح المواطنين في منطقة الرياض وليس في العاصمة فقط حيث دعت الإمارة في خطوة موفقة أعيان المحافظات للمشاركة. وأخيرا: لا بد لي من اقتراح تعودت عليه في معظم مقالاتي.. واقتراح اليوم يدعو إلى إيجاد (مركز لقياس الرأي والتوعية) في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بحيث يهيئ لقبول الناس هذه المشاريع وحسن استخدامها ويتعرف على آراء جميع شرائح المجتمع حول الخدمات.. ولعل أهم ما يحتاج إلى توعية هو موضوع النقل العام ليصبح على شكل قطارات كهربائية وهذا الأمر بلا شك يتطلب توعية لتغيير ثقافة المجتمع الذي تعود على استعمال السيارة الخاصة في كل الظروف ولأقصر المسافات مما شكل ازدحاما مزعجا سيزداد مع زيادة عدد السكان. تحية لأهل بريدة اتصل بي بعض الفضلاء من بريدة يعتبون علي مداعبة في آخر مقالي للأسبوع الماضي حيث فسرت تلك الكلمات القليلة بأن فيها إساءة إلى بريدة وأهلها، وإني أعتذر عن ذلك وأؤكد أن ما ذكرت حالة فردية في زمن قديم.. وكانت موجودة في مختلف المناطق وقد زالت ولله الحمد، كما أود التأكيد أن بريدة التي أنجبت العلماء والمفكرين الذين ينشرون شعاع العلم والوطنية فوق كل الشبهات والتهم.