أحصنة طروادة تتجول في شوارع بغداد
التاريخ
2010-11-07التاريخ الهجرى
14311201المؤلف
الخلاصة
دخل الحصان مدينة طروادة ودمرها من الداخل، ثم أصبح رمزا تاريخيا صالحا للاستعمال حتى الآن، فإذا لم تستطع أن تدمر القلعة من الخارج، فتش عن طريقة لتدميرها من الداخل.وما يجري في العراق الآن ليس أن حصان طروادة قد دخلها وأصبح مستعدا لتدميرها. ما يجري في العراق الآن أكثر خطورة، إذ أن حصان طروادة لم يعد وحيدا، لقد أصبح مجموعة من الأحصنة. ولم تدخل هذه الأحصنة العراق من الخارج فقط، بل لقد أصبحت لها قابلية التوالد داخل العراق، وكل حصان يدخل، أو كل حصان يتوالد، يمثل بلدا أجنبيا، أو يمثل طرفا محليا يتحالف مع بلد أجنبي. ولم يعد المواطن العربي يدري إن كان حصان طروادة هذا غازيا أجنبيا، أو عراقيا يغزو من الداخل مستعينا بقوة الأجنبي، إنها صورة أسطورية، وهي أيضا صورة خرافية، وهي أيضا وأيضا صورة عبثية، تتراءى لك أحيانا كصورة امرأة جميلة، وقد تتكشف لك صورة المرأة الجميلة عن وحش مفترس، تماما كما في أفلام هوليوود.في قلب هذه الصورة التي لا منطق لها، جاءت مبادرة الملك عبد الله، داعية العراقيين إلى القدوم إلى السعودية ليجلسوا تحت علم الجامعة العربية بحثا عن حل لمشكلاتهم، يبدأ بالبحث عن حل لمشكلة تشكيل الحكومة التي تعذر عليهم تشكيلها، حتى بعد ستة أشهر من المباحثات.والغريب أن كل من لم يستطع أن يجترح حلا لتشكيل تلك الحكومة العتيدة، خرج على الناس شاهرا لسانه، يعلن معارضته للمبادرة. بعضهم قال إنه يعارضها لأنها جاءت متأخرة. متأخرة عن ماذا؟ لا أحد يدري. وبعضهم قال إنها جاءت لتخرب اتفاقا على وشك أن يتم. ويعنون بذلك أن حكومة كانت على وشك أن تشكل، فجاءت المبادرة السعودية لتوقف تشكيلها. وقال بعض آخر إن مبادرة كردية تشكل «خارطة للطريق» أطلقها مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ودعت إلى اجتماع كل الأطراف العراقية عند طاولة واحدة، وإذ بالمبادرة السعودية تأتي وتعرض على الأطراف قاطبة، أن يلتقوا عند طاولة واحدة في مكان آخر. هكذا فإن طلب تغيير الطاولة أحبط المبادرة الكردية. وتلتقي كل هذه التأويلات حول جوهر واحد وهو أن السياسيين العراقيين لا يريدون حلا لمشكلتهم، ولا يريدون مساعدة لهم في حل مشكلتهم. وهم يدعون أن لديهم حلا سريعا وناجزا ولكن هذا الحل لا يراه أحد غيرهم.وهؤلاء الذين يقولون هذا، والذين يتحدثون عن حلول لا وجود لها، والذين يستنكرون أن يقترح عليهم أحد ما محاولة للحل، هم كلهم من أولئك الخارجين....
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
628326النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
11667المؤلف
بلال الحسنتاريخ النشر
20101107الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق