ملك العدالة
Date
2009-10-28xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14301109Author
Abstract
ياراملك العدالةعبدالله بن بخيتعبدالله بن بخيتقبل سنوات قليلة فوجئت بطلب حضوري إلى مركز شرطة الصحافة. قلبت الأمر على وجوهه المختلفة فلم أجد سببا واحدا يمكن أن يقودني إلى الشرطة. راجعت الماضي القريب والبعيد من تاريخ صراعي مع الحياة. ليس لدي تجارة ولا ديون ولا أتذكر خصوما يتربصون بي. كان خطاب الشرطة كالعادة غفلا من أي تسبيب. المطلوب حضوركم وبس. سيطر علي الفضول أكثر من الخوف. ذهبت إلى مركز الشرطة على أمل أن يكون الأمر مجرد خطأ أو موقفا طريفا سأقصه على أصدقائي في جلسات المسامرة، بيد أني فوجئت بقضية لا يمكن أن أتخيلها: قضية حسبة. هناك مجموعة من المواطنين رفعوا عليك دعوى حسبة لتهجمك على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قبل أن أخرج بالخطاب من مكتب الشرطة أوضح أحد الإخوة في مركز الشرطة أن حضورك في هذا الموعد إلزامي وأي تأخر سوف يجبرنا على إحضارك و حجزك لتسليمك في صباح اليوم التالي مخفورا للمحكمة. عرفت أن المسألة عاجلة وحاسمة.لا أتذكر أني تهجمت على هيئة الأمر بالمعروف أو غيرها من الأجهزة الحكومية. في الواقع لا أتذكر أني تهجمت على أحد من الناس. ذهبت للمحكمة. كان قد سبقني الدكتور حمزة المزيني الكاتب في جريدة الوطن في قضية مشابهة. صدر بحقه حكم بالجلد والمنع من الكتابة إلى الأبد. شرح لي كيف أديرت الجلسات فعرفت أن نهاية علاقتي بالكتابة داخل المملكة قد أزفت. علي أن أبحث عن مصدر رزق آخر أو أكتب في صحف خارجية. حضرت جلستين. كان القاضي لطيفا. خصص الجلستين الأوليتين لمحاضرتي عن المرأة في الإسلام. حجابها وعفتها وطاعتها لولي أمرها وقرارها في البيت الخ. في كل مرة يلمح فيها إلى القضية أدفع بعدم الاختصاص. حتى الآن لا أعرف أسماء خصومي الذين تقدموا بالدعوي علي. قبل الجلسة الثالثة التي توقعت أن تأخذ فيها القضية مسارها الجاد ويصدر علي أول حكم قضائي في تاريخ حياتي سمعت الأخبار. قرر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يعيد الأمر إلى نصابه. كل القضايا الإعلامية يجب أن تحال إلى جهة الاختصاص. تأكيد دولة القانون والمؤسسات. لا يمكن أن تأخذ جهة دور جهة أخرى مهما كان التشابه. هناك قوانين وأنظمة في البلاد يجب أن تحترم وفي الوقت نفسه نعلم أن أنظمة المملكة العربية السعودية تلتزم بالروح الإسلامية في مضمار العدالة. دائما أتذكر مبادرات خادم الحرمين الشريفين الذي حمى سمعة المملكة العربية السعودية ومسارها الحضاري في كثير من المواقف باتخاذ قرارات تاريخية. اليوم يعيد التاريخ نفسه. قرأنا يوم أمس القرار العظيم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين بحق الإعلاميتين روزانا اليامي وايمان رجب بعد أن صدر بحق الأولى حكما بالجلد ستين جلدة بجريمة أنها عملت في مؤسسة غير مرخص لها. الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا ينقذ مواطنا أو مواطنة فحسب هو في الواقع يصنع تاريخ العدالة في هذه البلاد. بارك الله في ملكنا وأمد في عمره لنرى هذه المملكة العظيمة وقد وقفت في مقدمة الأمم المتحضرة في التاريخ.
Link
ملك العدالةPublisher
صحيفة الرياضVideo Number
630067Video subtype
زاويةxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
15101The name of the photographer
عبدالله بن بخيتDate Of Publication
20091028Spatial
السعوديةالرياض - السعودية