سياحة من نوع خاص

Abstract

سياحة من نوع خاص خلوفة بن محمد آل زيدان الأحمري الكثير من الناس لا يعرف أن هناك أعداداً هائلة من السياح من دول أوروبا وآسيا ومن جميع قارات العالم ودوله قريبة وبعيدة يأتون إلى المملكة العربية السعودية لطلب العلم على أيدي علمائها الأجلاء، ويرون ذلك من أجل وأعظم الأوقات، بل أجمل لحظات عمرهم؛ أن يفد إلى أرض الحرمين الشريفين في رحلة شاقة للجلوس إلى علمائها والاستزادة من علمهم وسمتهم ووقارهم. هذه الظاهرة واضحة وجلية في الدورات العلمية، ليس فقط في رياض الحب والعطاء، بل في جميع مراكز ومحافظات المملكة، وخصوصاً مكة والمدينة. وأذكر في هذا السياق أن طالباً جاء مع أسرته من أحد بلدان أوروبا طالباً للعلم، وكنت قد سألته عن رأيه في علماء المملكة؛ فقال: والله إني أحسب الأيام، بل الساعات؛ للوصول إلى أرض المملكة والجلوس إلى علمائها.. إنكم في خير عظيم.. سامحني - والكلام له - إن قلت: أحسدكم. هذه السياحة الرائعة - كما يسميها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - وأولئك الشبان الذين جاؤوا من أصقاع الدنيا للعكوف على طلب العلم عند علمائنا الأجلاء.. يعبرون دائماً عن شكرهم وامتنانهم لهذه البلاد حكومةً وشعباً، ويطمعون في المزيد من هذه الدورات كل عام.. وأنا بدوري أقدم شكراً من الأعماق لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على هذه الجهود الكبيرة والنشاط غير المحدود في إثراء الإجازة الصيفية بهذه الدورات والمحاضرات التي تلبي رغبة وأمنية الملايين من المصطافين والزائرين؛ لأننا لمسنا أن أعداداً مهولة من القادمين إلى هذه البلاد يرغبون أصلاً حضور هذه الأنشطة المباركة والالتقاء بالعلماء والدعاة والاستنارة بفتاويهم ونصائحهم التي يحرمون منها في بلادهم إلا ما رحم ربك، وهذا يشير بكل وضوح إلى ما تنعم به بلادنا من خصوصية شرعية إيمانية تزيدها تألقاً وجمالاً وروعةً، ولعل أكثر الناس لا يعلم أن هناك أسراً بأكملها تأتي للمشاركة في الفعاليات النسائية المحتشمة، وتجد فيها الأنس والراحة، وبعضهن لأول مرة تحضر محاضرة نسائية صرفة أو لقاء يزيدها إيماناً وتقى وصلاحاً، تُحدّث إحدى المشرفات عن إحدى الفعاليات النسائية الرائعة وأن هناك إقبالاً ملحوظاً ومتزايداً من أخواتنا من بلدان مختلفة يأتين كل عام للاستمتاع بما تمارسه المرأة المسلمة في بلادنا من خصوصية واحتشام افتقدته طوال عمرها.. فشكراً باسم أولئك الزوار والعائلات والمصطافين وطلبة العلم والزوار والمعتمرين من جميع دول العالم.. لباني نهضة هذه البلاد الملك عبدلله وولي عهده.. ولعلمائنا ودعاتنا، ولكل من أسهم ويسهم في بناء الخير وغرسه في نفوس الناس، وستظل هذه البلاد بخصوصيتها الربانية ومكانتها الدينية محط أنظار المسلمين في جميع أصقاع الدنيا. abo-anasa@hotmail.com