الملك والمواطن ومجلس الشورى !!

Abstract

ضمن جردة هذا العام المنصرم حظي مجلس الشورى باهتمام قيادة هذه البلاد خاصة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده .وكنت قد تطرقت إلى بعض الأفكار المتعلقة بمجلس الشورى في المملكة وعلاقة المجلس بالمواطن التي تحتاج الى المزيد من الوضوح ليتمكن المواطن من الإحاطة بما يدور في داخله من مناقشات لاشك أنها مفيدة . نريد ذلك وأكثر مثل العناية بتبني مطالب الشباب لمواجهة تكاليف الحياة مثل : الزواج والمسكن والعمل، ليتمكن كل مواطن كبيراً كان أو صغيراً من العيش الكريم في بلده، ولانهضم المجلس حقه فيما أنجزه من أعمال نشاهدها يومياً في حيوية رئيسه الجليل وأعضائه الكرام في مناقشاتهم وقلت ذلك في وقت سابق . إن المملكة منذ تشكلها بهذا التوحد وهذا الثبات وهي مضرب المثل الحي لكل وحدة واندماج وتعاون على تحقيق المكتسبات المثمرة للوطن والمواطن ..وقد أرسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ قواعدها على الوسطية والاعتدال والشورى قبل كل شيء .وبدأ مجلس الشورى العتيد بدايته قبل ما يزيد على ستين سنة مع بداية توحيد الأقاليم التي كونت اليوم ما يعرف بالمملكة العربية السعودية، وحرص أبناؤه الملوك من بعده على الاستمرار على هذا النهج - الاعتدال والوسطية - والشورى فيما بين الناس في هذه البلاد . - ثم أضيف على نظام مجلس الشورى ما يحتاجه من آلية تمكنه من الحركة ومتابعة ما يجري على أرضنا من تطور وتفاعل مع متطلبات الحياة من حولنا وأصبح المجلس يباشر في مناقشة الوزراء والمسئولين في الدولة عما يقومون به من اعمال حتى القطاع الخاص والغرف التجارية يستعين المجلس بما لديهم من أفكار ورؤى لما يخدم عمل هذا الصرح الفاعل الواعد بكل خير لبلادنا . - ولعل من حسن الطالع أن يحظى المجلس في كل عام بخطاب ملكي يتلى تحت قبته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعانه الله على قيادة هذه البلاد ومؤسساتها الى مصاف الدول الراقية وهي تتمسك بكل قيمها الأصيلة وشخصيتها المتفردة وقد كان خطابه - رعاه الله - في دورة مجلس الشورى في العام المنصرم توجيهاً كريماً للأعضاء وللمواطنين للتمسك بما نشأت عليه هذه البلاد من ثوابت راسخة ووضع علامات واضحة على طريق الأمة الى تحقيق الرفاهية والعيش الكريم ، ومن ينظر في منجزات مجلسنا الموقر يجد الكثير من الأعمال الخيّرة، ورغم ذلك فإن المواطن يريد من المجلس المزيد من الصراحة والوضوح بشكل أكبر على صعيد العمل الوطني . - لقد أنجز المجلس العديد من الأنظمة الحيوية، ولكننا نريد منه الشيء الكثير لخدمة الوطن وتلبية متطلبات المواطن والمزيد من الشفافية في جميع أقواله وأفعاله مع تقدير المواطنين جميعهم لمناقشة الوزراء عن تقارير الأداء السنوي لوزاراتهم لا نريد أن يشعر أي مسئول أنه وإدارته بعيدان عن المساءلة ، فكثيراً ما يبحث أعضاء المجلس في تقارير الأداء الحكومي عن مواطن الخلل أو الإهمال والتقاعس لتقويمها، يجب أن يشعر مجلس الشورى دائما أنه يمثل المواطن في هذه البلاد وأنه عون للجهات الرسمية لأداء واجباتها الوطنية وأنه صلة الوطن القوية مع القطاع الأهلي وعليه أن يدعو بين فترة وأخرى عدداً من المواطنين وقادة الرأى لإطلاعهم على سير أعماله وما يدور في أروقته ، وأن ينفذ توجيهات القيادة في هذا الصدد بإشراك المواطن في القرارات التي تبني بلده وتحافظ على مكتسباته . وكل عام وأنتم بخير