رحلة المليك .. عندما يجتمع الأقوياء

Abstract

د. عبدالعزيز المقوشي تذكرني الرحلة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين لدول آسيا بالمثل الشعبي الذي تعلمناه من تراثنا الشعبي «أن البيض لا يوضع في سلة واحدة» ذلك أن تنويع السلال يمكن صاحبها من الاستفادة مما يشاء منها دون شروط أو قيود. ولعل في سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - منذ توليه مقاليد الحكم تأكيد على عمق هذا المفهوم الذي يركز على تنويع مجالات الدخل الوطني، وتعدد مصادر القوة والرسوخ. فمن زيارات متعددة قام بها - يحفظها الله - لأوطان كثيرة في الأرض، حقق منها خلال تعديل صورة الوطن العزيز، ورسمها كما هي دون رتوش أو عيوب، حاول صياغتها أو طلائها على وجه تلك الصورة المشرقة خبثاء الأرض. أحس كغيري من أبناء هذا الوطن بفخر واعتزاز عندما أرقب خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - في لقاءات الأقوياء.. الأقوياء في السياسة، والأقوياء في الاقتصاد، والأقوياء في الثقافة، يصنع معهم لنا قوة جعلتنا نفخر بحمد الله بها وبهذا التميز وهذا الشموخ. ولعل زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله، الأخيرة للصين والهند وماليزيا وباكستان تعيد لنا ذكريات زيارة أمريكا، وترطيب العلاقات السياسية، وتمتين العلاقات الاقتصادية والثقافية مع هؤلاء الأقوياء. وعندما ترتسم في الذاكرة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ب«رابغ»، التي ستنشئ أكبر تجمع صناعي يوفر نحو 500,000 فرصة عمل جديدة، وتضم ست مناطق صناعية رئيسية بميناء بحري عالمي، ومنتجعات شاطئية، وجزيرة مالية، وثلاثة أحياء سكنية، ومدينة تعليمية.. أتخيل أن بوصلة الاستثمار تتحرك إلى الداخل بدلاً من توقع بعضهم في خروجها من الأرض الحبيبة. إن تشجيع الاستثمار المحلي، واجتذاب الآخر وتعديل مسار بوصلة الاستثمار جدير بأن يحقق للوطن دفعات اقتصادية عالمية، وهو ما نعيشه الآن، وما نتطلع إلى تطويره في قابل الأيام، على أننا كمواطنين نتطلع دوماً إلى معاضدة هذه الجهود الحكومية العظيمة ومؤازرتها من خلال تطوير وتعديل الأنظمة الاستثمارية المحلية ودعم القطاعات الحكومية والخاصة لاستيعاب هذه النقلات والنماء الاقتصادي الضخم. وفي عالم الاستطلاعات وعندما تحكم العملية جهات تقنية تبعد عن أيدي البشر العبث بالبيانات والأرقام والإحصائيات.. يختار العرب عبدالله بن عبدالعزيز - الشخصية الخليجية الأولى لعام 2005م.. كيف لا وهو من أدخل للفقراء في مساكنهم المتهالكة البهجة وأسعد الارامل والمحتاجين من خلال رفع مستوى معاشات الضمان الاجتماعي والتقاعد، وأمسك بيد الوطن لينقله هنا وهناك شامخاً يحاول العديد من أقوياء كوكبنا الأرضي الاقتراب منه والاقتران به. إنها حقاً فلسفة عظيمة تطلق عليها عبارة «عندما يجتمع الأقوياء». رئيس مجلس إدارة مركز المنتجات الوطنية