عودة صرح طبي متميز

Abstract

الاثنين, 24 نوفمبر 2008محمد صلاح الدينليس من المبالغة القول، بأن تأسيس مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، قبل حوالى أربعة عقود، إنما كان مشروعا رائدا واستثمارا فريدا لم يؤسس مثله من قبل على مستوى الشرق الأوسط، وأنه وفر للبلاد مستوى متميزا من الرعاية الصحية، وكان مركز جذب لأشهر الأطباء والجراحين في العالم.كذلك يمكن القول بأن تأسيس توأم لهذا الصرح الطبي في جدة، قبل حوالى عشر سنوات، لتوفير هذا المستوى الرفيع من الرعاية الصحية للمنطقة الغربية، كانت خطوة موفقة آتت أكلها.* * *غير أن مشكلات إدارية معقدة، وتراكمات مالية متنوعة، أدت الى تعثر تمويل هذا الصرح في جدة، وتزايد ديونه ومشكلاته، مما انعكس بالتأكيد على مستوى خدماته، وانصراف الأطباء البارزين عن العمل فيه، واضطراب إدارته، الى درجة تقادم أجهزته، وعدم توفر الأدوية الأساسية في صيدليته، وهكذا عاش تخصصي جدة سنوات عجافا – كما كتب أخي الأستاذ نجيب عصام يماني في عكاظ الغراء – وتقادمت أجهزته الطبية، وأغلقت بعض غرفه، حتى وصل الأمر الى التهديد بالإغلاق، وضياع ملفات مئة ألف مريض كانوا يتلقون العلاج. ( 12/11/1429)ولقد كان من فضل الله أن أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا، بتعيين معالي الدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين والمشرف العام على العيادات الملكية، رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومعهد الأبحاث، كما صدر الأمر باعتماد 700 مليون ريال لإتمام إصلاحات شاملة، لكافة أوضاع تخصصي جدة، وتجديد كل بناه التحتية، وحل مشاكله الطبية والإدارية والمالية، وتسديد ديونه، وتجديد كل أجهزته، وصرف كافة مستحقات وحوافز موظفيه وتثبيتهم.وانه لمن توفيق الله، أن ينتدب لمهمة الإصلاح الشامل هذه، طبيب ألمعي وإداري متميز، وصاحب سجل طويل من النجاحات في المجال الطبي، هو سعادة الدكتور قاسم بن عثمان القصبي، المشرف العام التنفيذي على المؤسسة العامة للمستشفى في الرياض وجدة، فنسأل الله له العون والنجاح، وقد حمل معالي الدكتور فهد العبد الجبار لمجلس الإدارة الجديد، الكثير من الأنباء الطيبة، التي تؤكد أن تخصصي جدة سيعود إن شاء الله كما كان، صرحا للعناية الطبية المتقدمة، ومعلما للرعاية الصحية المتميزة:* اعتماد ميزانية شاملة لإنشاء مستشفى لأمراض المخ والأعصاب سعة 150 سريرا.* إنشاء مركز للأورام، وآخر لأمراض القلب ومستشفى تخصصي للأطفال.* صدور أمر ملكي بمنح تخصصي جدة الحديقة الواقعة أمام المستشفى لتطويرها، وبناء ملاه ترفيهية للأطفال، وأماكن انتظار للسيارات، وبعض الخدمات الأخرى، لراحة زوار المستشفى ومرضاها.* صدور الأوامر الملكية بأن تستقبل المستشفى جميع الحالات المرضية المستعصية، مثل الأورام، وسرطان النخاع، والرحم، والقلب، والكلى وغيرها مباشرة، دون الحاجة الى الحصول على أمر من الديوان الملكي، ويحق لأي مواطن أصيب بأحد الأمراض المستعصية، التوجه مباشرة الى المستشفى التخصصي للعلاج.* ربط تخصصي الرياض مع تخصصي جدة تقنيا، لتبادل المعلومات والخبرات، ودراسة الحالات.* * *ان المنطقة الغربية، وهي بوابة الحجيج وحاضنة المقدسات، في أمس الحاجة الى هذا الصرح الطبي، وهو يعود الى العمل من جديد، وقد استكمل كل احتياجاته، وتضاعفت إمكانياته ومراكزه المتخصصة لتشمل أخطر أمراض العصر، وأقترح على الأخ الدكتور طارق لنجاوي المدير التنفيذي لتخصصي جدة، والذي يبذل جهودا متواصلة هذه الأيام، أن يرتب لقاء موسعا للإعلاميين والكتاب، مع المشرف العام الدكتور قاسم القصبي، ليحيطهم علما بآفاق هذا التطوير وأبعاده.فاكس : 6530693– 02msalahuddin@makpublish.com