جمعية للعالمات السعوديات!

Abstract

د. عادل بن احمد بن يوسف الصالحجمعية للعالمات السعوديات!د. عادل بن احمد بن يوسف الصالحما أن يتم الإعلان عن نبوغ إحدى بناتنا وأخواتنا من بنات الوطن في الخارج وتكريمهمن من قبل أي جهة، حتى تخرج أصوات من هنا وهناك تريد أن تعكر صفو أفراحنا بنبوغهن وتفوقهن، تريد أن تسلب منا حتى الحق في الفرح بإنجازهن والفخر بهن بزعم أن السعوديات لا ينبغن إلا خارج حدود الوطن، هذه الأصوات سمعناها منذ فترة ليست بالبعيدة عندما تم اختيار الدكتورة حياة سندي من قبل منظمة «بوب تيك» الأمريكية العلمية البارزة ضمن أفضل 15 عالماً حول العالم يُنتظر أن يغيروا من وجه الأرض عن طريق أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية في شتى المجالات، وسمعناها أيضا عند حصول الدكتورة غادة المطيري على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية (NIH)، وذلك عن بحثها الذي هو عبارة عن اكتشاف معدن يُمَكن أشعة الضوء من الدخول إلى خلايا جسم الإنسان في رقائق تسمى الفوتون دون الحاجة إلى عمليات جراحية، استغلوا هذين النموذجين للحديث عن أن السعوديات لا ينبغن ولا يتفوقن إلا خارج حدود الوطن، ونسي هؤلاء أو تناسوا الكثير ممن نبغن وتفوقن داخل الوطن، لم يذكروا شيئا في حديثهم عن الدكتورة ريم الطويرقي العالمة السعودية والأكاديمية الفيزيائية بجامعة الملك عبدالعزيز، وربما لم يذكروا الدكتورة سامية العمودي، استشارية نساء وتوليد وعقم وأطفال أنابيب، والتي حصلت على «الجائزة العالمية للمرأة الشجاعة» من أمريكا عام 2007 ، عرفانا لما قدمته من أنشطة توعوية وتثقيفية للمجتمع ضد مرض سرطان الثدي، في الوقت الذي كانت تصارع فيه بنفسها الداء الذي واجهته بكل إيمان وشجاعة، والنماذج كثيرة ربما كان آخرهم الدكتور خولة بنت سامي الكريع كبيرة علماء السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي والذي قلدها خادم الحرمين الشريفين راعي العلم والعلماء يوم الإثنين الماضي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير تحقيقها عدة إنجازات بحثية متميزة، في لفتة تؤكد دعم وتشجيع العمل العلمي والطبي في المملكة، وتعد دافعاً ومحفزاً للعلماء السعوديين ذكوراً وإناثاً نحو التميز والإبداع في شتى مجالات العلوم. وقد جاء منح الكريع الوسام نظير تحقيقها عدة إنجازات بحثية متميزة جعلتها من الكفاءات التي يشار إليها بالبنان محلياً وإقليماً وعالمياً، ويكفي أنها قادت فريقا علميا بحثيا على مدار عامين للتعرف على البصمة الوراثية لدى مرضى السرطان في ذلك الصرح الطبي العربي العملاق والكامن في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، دون أن يتسرب اليأس إليها إلى أن اكتشفت (جين) يعتقد أنه المسؤول عن نمو وتسارع الخلايا السرطانية لسرطان الغدد الليمفاوية. تفوق السعوديات في الخارج أمر يسعدنا كتفوقهن في الداخل والحمد لله الآن النماذج كثيرة في الداخل والخارج سبق أن نبغن، من بينهم الدكتورة إلهام أبو الجدايل مكتشفة تحول الخلايا البالغة الى خلايا جينية أصيلة والدكتورة سميرة إسلام التي تعد أول سعودية تحصل على درجة الاستاذية في علم الأدوية، والدكتورة سلوى الهزاع الحاصلة على جائزة أحسن بحث علمي حول الالتهابات البكتيرية في زرع القرنية، ولكن لا أعرف لما يغفل إعلامنا عن الاحتفاء بمثل هذه النماذج وتسليط الضوء عليها - كما ينبغي- كقدوة للجميع. وختاما، لن أطالب بعودة العقول المهاجرة إلى الوطن للاستفادة بخبراتهن وعلمهن فهذا طرح ليس جديدا، ولكن سأترك هذا الأمر وفقا لظروف كل عالمة ولكن ما سأطرحه هو دعوة لتشكيل جمعية للعالمات السعوديات في الداخل والخارج تكون وسيلة لربط الخارج بالداخل، وتكون فرصة لتبادل الرؤى والاستفادة من علمهن بما يعود بالخير على الوطن كل في مجالها، وأعتقد أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية( كاوست) لن تعجز في لم شملهن جميعا تحت أي إطار، ولا سيما أن دعم العلم والعلماء يأتي على قمة أولويات خادم الحرمين الشريفين، وفق الله ولي أمرنا لما يحب ويرضى وأنعم على وطننا بالمزيد من العلماء والعالمات للنهوض بهذا الوطن. Dr.adelalsaleh@yahoo.com