في العيد يتجدد اللقاء بين أفراد الأمة

Abstract

في العيد يتجدد اللقاء بين أفراد الأمة عبدالعزيز الصالح كلما نقرأ كلمة (عيد) المكونة من ثلاثة أحرف عبر وسائل الإعلام المختلفة فإنها تمر على مسامعنا وأبصارنا مرور الكرام بدون أن نلقي لها بالاً بالمعنى الصحيح، لماذا؟!.. لأننا لا ندرك تمام الإدراك معنى كلمة (عيد) إلا أنها في الحقيقة تحمل بين طياتها وجنباتها معاني سامية عظيمة وكبيرة، فهي شعيرة إسلامية فضيلة تتجلى فيها أجمل المعاني الدينية والإنسانية والاجتماعية والنفسية، وتتلامس فيها المشاعر والأحاسيس مع بعضها البعض وتزداد الروابط الاجتماعية بين أفراد الأمة، وتبدو آثارها على المشاعر والنفوس في هذه المناسبة السعيدة، وتتحقق أواصر عرى المحبة والمودة والتعاون والتسامح. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) متفق عليه. وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يفترقا) رواه أبو داود. حيث ان هذه المناسبة مظهر من مظاهر الطاعة لله سبحانه وتعالى ففيها الصلاة والدعاء والذكر والاستغفار والصدقة والزكاة والنصح والتصالح والتصافح مع النفس البشرية ومع الآخرين، فنحن من خلال هذه الأمور لابد أن يغطي الدليل على حبنا لاخواننا في الإسلام والإنسانية من أسر السجناء والفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والعجزة والمرضى وأبناء السبيل ولابد أن نمتعهم مما نتمتع به من خير أفاضه الله علينا، فهم لهم الحق في أموالنا ونحن لا نشك في ذلك فالزكاة واجبة على عباده واستجابة لهذا الحب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). وفي يوم العيد يقف المسلمون جميعاً في صلاتهم صفوفاً متراصة في خشوع وتذلل وحب وتقرب ورحمة ورهبة أمام الخالق عز وجل، كما يظهر الحب واضحاً عندما يتزاور أفراد الأمة فيما بينهم وتعلو عبارات الحفاوة والتمنيات الطيبة.....