محاربة الفساد ورفع مستوى العدالة الاجتماعية من اهم الركائز الوطنية

Abstract

أساء الإعلام لمفهوم الوطنية فجعله محصوراً في قصائد مدح المتكلفين، وخطابات المتنطعين، لكن للوطنية مفهوماً أدق وأعمق في وجدان الشعوب، إنه يعني الانتماء للأرض، وللحمة بين أفرد المجتمع، وذوبان المصلحة الخاصة في المصلحة العامة. كما اختلط على البعض تعريف مفهوم الولاء، حيث يربطون بينه وبين العطاء، فيعتبرون أنه يزيد وينقص بحجم العطاء. لكن الولاء مفهوم غير قابل للتجزئة، ويعني الإخلاص في العمل وصدق النية، فإما أن تكون مخلصاً صادقاً أو تكون غير ذلك. أما العطاء فهو وسيلة للتحفيز وشحذ الهمم. والولاء للدولة برموزها الثلاثة (الأرض، والشعب، والعلم)، والدولة هي الحكومة والشعب. وقد سقطت دول كثيرة بسبب اتساع الفجوة بين الحكومة والشعب. فقوة الجبهة الخارجية لأي دولة مستمدة من قوة الجبهة الداخلية وتماسكها والتفافها حول قيادتها، وعدم الانجراف وراء المغرضين وأصحاب الفكر الضال. وفي بلاد الحرمين الشريفين يلتف الشعب حول قيادته ولا يقبل المغامرة بأمنه واستقراره. ولا يحتاج الشعب لتجديد بيعته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – ولا إلى سمو ولي عهد الأمين وسمو نائبه الثاني. بل يسر خادم الحرمين - على بركة الله - ومن ورائه شعبٌ يحبه، ويخلص له، ولا يخالفه أو يخرج عليه. ويراه إماماً للأمة، وقائداً لنهضتها، ومناصراً لمظلوميها، وولياً لضعفائها. ولترسيخ مفهوم الوطنية بين أفراد المجتمع وغرس حب الوطن في قلوب الأجيال القادمة، ينبغي الارتقاء بمستوى العلاقة بين الحكومة والشعب إلى أعلى درجات الشفافية والمرونة خصوصاً في القضايا المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، وبذل جهد أكبر في محاربة الفساد، ورفع مستوى العدالة الاجتماعية بشقيها الرأسي والأفقي، ويقصد بالشق الرأسي تحقيق على درجة ممكنة من العدالة بين طبقات المجتمع. أما الشق الأفقي فيقصد به تحقيق أعلى مستوى من العدالة داخل كل طبقة مثل تحقيق العدالة بين الأطباء والمهندسين والمعلمين.. الخ، بحث لا يكون هناك تمييز واضح بين العاملين في مهنة واحدة. *مستشار اقتصادي