الأزمة السورية والموقف السعودي التركي

Abstract

الأزمة السورية والموقف السعودي التركي كشفت الأزمة التي يعيشها الشعب السوري القيم الأخلاقية التي تبني عليها الدول علاقاتها ومواقفها السياسية، فقد تبين خلال هذه الأزمة التي استمرت منذ عام أن كثيرا من المآسي التي تعيشها بعض الشعوب إنما تنتج عن غياب القيم الأخلاقية في سياسات بعض الدول، تلك السياسات التي تخضع لمصالح ضيقة حينا وحينا ترهن تلك السياسات والمواقف لصراعات دولية جعلت من شعوب كثير من الدول ضحية لحرب باردة بين أقطاب الصراعات الدولية للقوى العالمية الكبرى ولعل ذلك ما يفسر لنا الموقف الروسي اللا إنساني الذي تصر فيه روسيا على إفشال أي قرار دولي يمكن له أن يضع حدا لمأساة الشعب السوري. وعلى الجانب الآخر من هذه المأساة فقد أكدت دول أخرى أن القاعدة الأساسية التي تبني عليها سياستها وتستند إليها مواقفها قاعدة أخلاقية تتمثل في تكريس العدل وحرية الشعوب ورفع أي ظلم واضطهاد يمارس عليها وقد مثل موقف المملكة من المأساة التي يتعرض لها الأشقاء في سوريا هذه القاعدة أصدق تمثيل. وعلى الرغم من تعثر الحلول الدبلوماسية لوضع حد لمأساة الشعب السوري وتهاون كثير من الدول في دعم هذا الشعب المغلوب على أمره إلا أن دولا أخرى انطلقت من نفس الموقف الأخلاقي الذي تنطلق منه سياسة المملكة وعلى رأس هذه الدول تركيا التي أكدت على أهمية إنقاذ الشعب السوري من العدوان الذي يمارسه ضده النظام الحاكم في دمشق. من خلال ذلك يمكن أن ندرك أهمية المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمتعلقة بوقف المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري والخطوات التي ينبغي اتخاذها في ضوء عدم التزام دمشق بخطة المبعوث الدولي عنان.