حلم مضمر

Abstract

منطق الغيمحلم مضمراميمة الخميسسألتني ماذا يوجد في حقيبتك كامرأة في الذكرى السابعة من حكم هذا الملك الصالح؟ أجبتها: إنه ليس في حقيبتي وحدي بل في حقيبة ابنتي وحفيداتي وأجيال كاملة من النساء, هناك سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حلم مغرد سوف نقطف جميعنا ما غرسه في المكان, وشجّر به دروب نساء الوطن. اميمة الخميسسألتني ماذا يوجد في حقيبتك كامرأة في الذكرى السابعة من حكم هذا الملك الصالح؟ أجبتها: إنه ليس في حقيبتي وحدي بل في حقيبة ابنتي وحفيداتي وأجيال كاملة من النساء, هناك سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حلم مغرد سوف نقطف جميعنا ما غرسه في المكان, وشجّر به دروب نساء الوطن. كم يبدو قريبا ذلك الصيف الذي ألقيت على كاهليه الأمانة عندما استدعانا ومجموعة من أبناء وبنات الوطن لنتشارك وإياه مهمة صناعة الحلم, لعله الحلم نفسه الذي كنا قد أضمرناه سابقا على مائدة الحوار الوطني. في ذلك اللقاء وزع على كل منا قطعة من فسيفساء الوطن وطلب منا أن نضعها في مكانها الملائم الذي يتناسب مع لوحة منسوجة من مادة اليقين ومعجون الإرادة, هذا الفعل المرمز الذي قام به آنذاك كان يحمل في طياته خطابا مرتفعا يصدح أن الوطن للجميع, والشراكة وتوزيع المسؤوليات هي استثمار وليس باستئثار, وأن النساء لهن حصة من الكعكة, وحيز من المجلس, وأن القوة الحقيقية لأي حاكم هي شعبه وشعبه.. فقط, ولطالما أثبت لنا التاريخ أنه مهما تضخمت وتغولت المؤسسة الأمنية فلا قوة إلا.. بالشعب. كم من واش كان ينعب ضد النساء وتمكينهن ومنحهن حقوق المواطنة آنذاك؟, كم قذفوا على لوحتنا مادة الظلمة وأسيد الجاهلية؟ تماما كما تربصوا في السابق بالحقائب المدرسية للفتيات وحاولوا ملئها بتراب الوأد وليس بضياء دفاتر العلم, ولكنه ظل هو الملك الصالح في دربه وقد انتكب حزمة من السنابل وسار باتجاه الشرق. المكان مزدان بما صنعه؟ من أين أبدأ من مشروع الملك عبدالله للابتعاث, الذي كان متاحا على قدم المساواة للبنات وللبنين (المؤمنين والمؤمنات) وقبل أن يشرع جوقة المرجفين والمثبطين بدندنتهم المألوفة ومعزوفتهم المعهودة ضد المرأة, أصبح لكل فتاة محرمها الذي تكفل له بعثته أيضا, فكانت هناك بعثة ثالثة ضمن هذا المشروع، المبتعثون والمبتعثات وأيضا هناك بعثة المحرم. وكانت هناك جامعة نورة تنهض وسط المكان كغابة من نخيل تتصدى لعواصف الرمل, تعلن للمكان الذكوري الجاف المستبد أن للنساء نصيبا مما اكتسبن. وكان هناك هديته الأخيرة يوم 25 سبتمبر, اختصر على المرأة نضالات وتضحيات وهدر من عمر الوطن, ومنحها مقعدا في مجلس الشورى, وأشرع لها بوابة المجالس البلدية ما بين ناخبة ومنتخبة, وقال لهن هاكن الميدان, والبقية على وعي وإرادة الفرس النجيبة. سبع سنين وسبعة أساور نرصفها فوق معاصمنا لهذا القائد الصالح الذي ما برح يكابد حلمه الواسع وهمته الشاهقة.