الإسراف وحماية المستهلك

Abstract

الإسراف من الآفات الاجتماعية التي تعتمد على مقدار الوعي الاجتماعي والفكري للأفراد والشعوب، فكلما كان الإنسان واعياً ومدركاً لما يقوم به، مؤمناً بالتزاماته نحو دينه ونفسه ومجتمعه وبيئته ووطنه فإنه يكون أكثر حرصاً وإدراكاً لأهمية الاقتصاد والترشيد من أجل مستقبل أفضل له وللأجيال القادمة. وتقوم بعض المؤسسات التجارية بإشاعة حب الإسراف لدى الأفراد، حيث أن بعض الإعلانات تدعو وتحث الناس على مزيد من الشراء واقتناء كل ما يشاهدونه على الفضائيات أو الإعلانات في الصحف والمجلات دون تمييز أحياناً بين الجيد والرديء من البضائع أو السلع والأدوية.. وكأن الناس أصبحوا مجرد مستهلكين لأى شيء يطرح في الأسواق مهما كانت مضاره أو تأثيراته الجانبية على الإنسان والبيئة، ومهما كان ذلك منافياً لسياسة الترشيد التي تجعل المستهلك أكثر وعياً بقيمة ونوعية ما يستهلكه. ومنذ فترة دار نقاش طويل حول الحلاوة الطحينية الملوثة التي تدل على أن المستهلك السعودي يحتاج إلى رعاية وحماية من الإسراف والشراء، حماية تقوم على التوعية المستمرة والفحص لكل ما يدخل وطننا من بضائع أو أدوات أو أدوية أو أجهزة. وبعض الإعلانات تخاطب عواطف الناس وإمكاناتهم المادية وذلك بدعوة لشراء أي شيء بريالين أو بخمسة ريالات لكي يحصل بعد ذلك على هدية أو زيادة في كمية المشتروات أو أخذ بعض العينات مجاناً، والأمثلة كثيرة في هذا المجال. ولاشك أن جمعية حماية المستهلك التي أُنشئت حديثاً سوف يكون لها دور كبير في توعية المواطن وحمايته من الغش، وتخفيف حدة الغلاء الذي ينتشر في كل مكان ولكثير من السلع الضرورية. إن حماية المواطن وسلامته وصحته من أهم الأهداف التي تحرص عليها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -. ولابد من رفع درجة الوعي لدى المستهلك سواء كان مواطناً أو مقيماً ليكون مدركاً لأي تلاعب في جودة أو سعر أو سلامة السلع التي يقوم بشرائها. والأمل كبير في أن تقوم الجهات الحكومية ذات العلاقة بتفعيل دورها في حماية المستهلك من خلال التعاون مع جمعية حماية المستهلك وإنشاء (وكالة الوزارة لشؤون المستهلك) التي ستكون جزءاً مهماً تجمع نشاطات خدمة المستهلك في إطار الإدارات التي تعنى بذلك في وزارة التجارة والصناعة. والله ولي التوفيق،،،