مشاعر ومسؤولية

Abstract

أحمد الله تعالى أن هيأ لي الفرصة للمساهمة والعمل في هذا المشروع العملاق الذي يحمل اسما عزيزا على قلوبنا هو خادم الحرمين الشريفين الذي كان قريبا من أبنائه في منطقة جازان.. يحمل همومهم وينجز أحلامهم، فهو من وعدهم بحياة هانئة مطمئنة ووفى، يحفظه الله. إن الإنسان يقف أحيانا عاجزا عن التعبير عما يختلج في وجدانه من مشاعر حين يطل ببصره على هذا المشروع الفريد من نوعه، والمنفذ في فترة زمنية وجيزة وبجودة عالية جدا. إنني أتذكر ذلك اليوم الذي أعلن فيه خادم الحرمين لأبنائه المتضررين من أحداث الحد الجنوبي عن توفير السكن الملائم لهم، وكنت يومها أعمل بأمانة منطقة جازان، ولم أتخيل أنني سأترك العمل بالأمانة للتفرغ لمثل هذا المشروع الذي أفتخر ويفتخر به كل من ساهم أو عمل به. لقد كنت حينها مديرا للتخطيط العمراني وكلفت باللجنة لاختيار المواقع المناسبة للمشروع، لأشترك بعد ذلك في اللجنة الفنية من إدارات حكومية لإبداء المرئيات والملاحظات عن مخططات المشروع مع المسؤولين في مؤسسة الملك عبدالله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، وعلى رأسهم الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي الدكتور أحمد العرجاني، ومدير عام المشاريع بالمؤسسة المهندس فهد الجاسر.. الذين حرصوا على تفاعل ومشاركة المسؤولين بالمنطقة في كل مراحل المشروع، لأجد نفسي بعدها مشدودا بكل حواسي للتفرغ للعمل في هذا المشروع فكان الانتقال وهو من القرارات الصائبة في مسيرتي العملية. كان القرار نقطة تحول ولاسيما الانتقال من العمل المكتبي إلى العمل في مواقع التنفيذ، ومما شجعني ترحيب المؤسسة لأتولى العمل الهندسي في هذا المشروع ضمن كوادرها السعودية المؤهلة. ورغم العناء في التنقل من موقع لآخر والمسافات التي تبلغ مئات الكيلو مترات بين تلك المواقع والجهات الحكومية الخدمية للتنسيق معها فيما يخص المشروع إلا أن السعادة والرضا كانا يغمرانني.. ولعل ذلك من بركات هذا المشروع التنموي الإنساني. ومما لفت نظري، وأنا ممن عمل طويلا في القطاع الحكومي، هو روح الفريق الواحد بين الجميع من سعادة أمين المؤسسة ومدير عام المشاريع وجميع المهندسين والفنيين، حيث كان لهذه الروح والبيئة المحفزة الأثر الكبير في إنجاز هذا المشروع الوطني الكبير في وقت قياسي، وجودة عالية. لقد لمست مشاعر الرضا من الجميع، وكانت في ذات اللحظة تشعرني بعظم المسؤولية. لقد عشنا عشرين شهرا من التفاني من أجل تحقيق الوعد ليشرق المنجز في سماء جازان معلما حضاريا يحكي قصة تلاحم القيادة والشعب، فقد كنت أشعر بما يخفق في قلوب المواطنين ممن نلتقيهم أثناء عملنا الميداني من حب غامر لخادم الحرمين.. حفظه الله ورعاه. إنني لم أتطرق كثيرا للمعايير والمواصفات التي تم تطبيقها في هذا المشروع، والتي كانت على أعلى المستويات، وأقولها من متخصص مارس العمل الهندسي لفترة طويلة، لأن الواقع في روعة التصامم وجودة المواد الإنشائية والتنفيذ المتقن هو خير دليل على ما تتمتع به مشاريع الإسكان التنموي بجازان من تطور والحرص على الدقة في تنفيذ كل التفاصيل.. فهنيئا للمواطنين ولمنطقة جازان بهذا المشروع الجبار، وأسال الله أن يجعله في موازين حسنات خادم الحرمين الشريفين.