التبرع لإخواننا في سورية

Abstract

ياراالتبرع لإخواننا في سوريةتتابعت حملة التبرعات السعودية لمساعدة النازحين من الشعب السوري، لا أعلم كم سيصل المبلغ، الرقم لا قيمة له بقدر أن يكون كافيا لتغطية الاحتياجات الاساسية، أجمل ما في هذه الحملة أن قادها خادم الحرمين، أبعدها عن الاستغلال وتكوين الزعامات وتكريس روح الصراع الطائفي أو الجهوي.. عاني المجتمع السعودي من مضار حملات التبرعات كثيرا، تاريخنا الخيري مليء بالعبر، لم تعد المهمة في يد الأفراد أو التجمعات الحزبية، لن يكون لها بإذن الله غلاف ديني بل هي مقدمة من الشعب السعودي بكل اطيافه لإخوانهم المتضررين. جمع التبرعات هو اسهل المراحل في حملة المساعدة.. أكرر دائما أن عدد الراغبين في المساعدة في بلادنا أكثر من عدد المحتاجين، لكن المسألة إدارية وتنظيمية وثقة، مع الأسف لم نكتسب الخبرة الكافية في هذه المهام الإنسانية، كانت مهمة التبرعات (في غفلة من المجتمع) في أيدٍ غير أمينة، لم تتشكل بسبب ذلك قوة عمل أهلية قادرة على إدارة التبرعات وتوصيلها بكفاءة واحتراف، كان الاستغلال يتغلغل في معظم مراحل العمل، كثيرا ما يتم تحويلها إلى خارج أهدافها، خدمة لأجندات ضيقة أو مصالح شخصية أو حتى لتغذية الإرهاب. قبل أسابيع أعلن بعض الأشخاص النية لجمع التبرعات.. هؤلاء يعرفون حق المعرفة أن القوانين تمنع ذلك، ويعرفون أسباب منع الدولة لمثل هذا النشاط، ومع ذلك أعلنوا دون أدنى درجة من التنسيق مع الجهات المعنية.. الأهداف لمثل هذه الحملات واضحة، لم يكن جمع التبرعات أو مساعدة المحتاجين جزءا منها.. المهمة الأساسية هي الاستغلال الدعائي والمتاجرة وفي نفس الوقت إحراج المسؤولين، تكوين المزيد من الاتباع والمريدين على حساب آلام المحتاجين، تحقق لهم ذلك، أظهروا أنفسهم وأظهرهم مريدوهم أنهم رسل الرحمة، زاد رصيدهم الدعائي عند السذج. على ثقة أن المرحلة الأولى ستنجح.. الوسائل الحديثة ستسهم في تسهيل عملية جمع التبرعات.. ستتيح لكل راغب الفرصة لتقديم العون لإخوانه.. يبقى أمامنا المراحل التالية الاصعب، تحويل التبرعات إلى المحتاجين. قرأت في جريدة الرياض أنه تم استحداث مكاتب سعودية في تركيا ولبنان والأردن للإشراف على توزيع التبرعات، لكن علينا أن نعرف أن كثيرا من حملات الإغاثة في العالم تنحرف عن أهدافها، يستغلها الأفاقون ذوو المطامع الشخصية وأهل الشهوات.. اللاجئون يكونون دائما في وضع مأساوى وفي أضعف حالاتهم، يسهل....