بل المملكة أولى بأهل القرآن
التاريخ
2010-10-31التاريخ الهجرى
14311123المؤلف
الخلاصة
لا ادري لماذا يتملكّني شعور بأن أزمة جمعية تحفيظ القرآن بجدة هي نقطة نظام ... وهذا ما يُثير استنكارا مشروعا من قبل القراء الكرام وغيرهم ... كيف تقول نقطة نظام !! أقول ذلك لأنني أدرك ان تبعات القرار المفاجئ لا تحتاج إلى مزيد من الذكاء لإدراك القضايا السلبية التي سببها هذا القرار ... يُسرح الآلاف من طلبة تحفيظ القرآن الكريم بجدة وهي المركز الإداري للحرمين الشريفين فجأة دون مقدمات وذلك كون أنّ غالبية مدرسيهم الذين سرحوا من حفظة كتاب الله العزيز ليسوا سعوديين .. وان هناك مشروعا لسعودة التحفيظ القرآني ... يبدو هذا نوعٌا من الخلل الإداري الذي فاته ماذا يعني دينيا ووطنيا هذا القرار ولم يجعل بين عينيه الصدمة الكبيرة التي تتردد ولا تزال في أصقاع الوطن العربي والعالم الإسلامي بأنّ المملكة رحلت أهل القرآن ... هذا غير مقبول .. ولعل القرار لم يتخذ ممن يدرس من أي جهة مركزية عليا ... وهذا لا يعني ألا تستفيد الجمعية من المواطنين السعوديين الحفظة لكتاب الله لكن بإحلال معقول وليس بالتخلص من كل ما هو غير سعودي بحجة سعودة التحفيظ .. هذا التوجه قد يشير إلى بعد عنصري لا يُمكن أن يُقبل في قضية حفظ القرآن الكريم الذي هو المنهاج الأعظم والكتاب المنزّل للأمة جمعاء وهداية البشرية . وبغضّ النظر عن حجم الإضرار الذي قد يحصل لسمعة المملكة من جراء هذا القرار فلنستعرض صورتنا الإسلامية قبل هذا القرار وبالذات في صعيد تحفيظ القرآن الكريم .. المملكة العربية السعودية تقدم ذاتها الوطنية قديماً وحديثاً كإحدى الدول المحورية في رعاية تحفيظ القرآن الكريم على مستوى العالم وخاصة الإسلامي وبانفتاح شامل معه , ومن خلال ذلك فهي تَضّم اكبر مطبعة لطباعة المصحف الشريف وهي مجمع الملك فهد رحمه الله لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة , والمملكة ترعى عدة جوائز دولية لتحفيظ القرآن الكريم منها جائزة الجنادرية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين وجائزة سمو ولي العهد للقرآن للعسكريين وجائزة سمو الأمير سلمان أمير منطقة الرياض وغيرها من مسابقات وجوائز . فهذا المخزون من المنهجية يتصادم مع هذا القرار الذي يَخترق أكثر من بعد إنساني وإسلامي ويستهدف سمعة المملكة في العالم الإسلامي بصورة لم يسبق لها مثيل إضافةً إلى ما يترتب عليه هذا التسريح لآلاف من أفراد الأُسر كانت تُرعى عبر رب الأسرة المدرس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم , وما يعنيه هذا الأمر من موقف يُستغرب في العالم الإسلامي ... هذا غير معقول تصوره ... فضلا عن فقدان بركة تلك التلاوات التي يهتم بها جيل من الشباب والأطفال يشتغلون بحفظ كتاب الله مدارسةً وتجويداً , ولذلك فإن القرار كان بالإمكان أن يُعدّل وان تُعّد استيعابات متوازنة لأولئك الإخوة من الحفاظ الكرام من العالم الإسلامي ومن يُضطّر أن يُستغنى عنه فيكون بأدب واحترام وصرف مكافأة مجزية له لا أن يُسرّح الآلاف من الطلبة وتُغلق مئات الحلقات فجأة وكأنّما القضية مصنع أُشهر إفلاسه ووضع تحت الحراسة ... أخلاقياً وإسلاميا هذا لا يجوز , وقد تكون هناك ثغرات وأخطاء تُعالج في مسارها لكن دون أن نتخلى عن العهد القديم. ونحن على ثقة بأن الأمر لا بد انه يُتداول كما بلغنا وخاصة حين يكون بين يدي القيادة العليا ومن خلال سمو الأمير خالد الفيصل الذي يدرك تاريخية مكانة والده الفيصل رحمه الله وكيف كان يُرمز له في العالم الإسلامي وتُستدعى صورته عند دعوة التضامن الإسلامي الكُبرى , وأنّ المملكة بإمكانياتها الضخمة لن تعجز عن تلك الثُّلة من حفظة كتاب الله العزيز وورثة قراءاته المتواترة من أصقاع العالم الإسلامي , بل هي رسالة مقدسة تُشرّف البلد المضيف لها وهذه بلادنا تحوي الحجاز المُعظّم وحرميه الشريفين ألا تستوعبهم وهم خاصة الذكر الحكيم وأهله بل هو شرفٌ لها لا يجوز أن تتخلى عنه ولو شاركتهم كِسرة الخبز فكيف وقد منّ الله علينا بمنح طافت فوائضها أصقاع المعمورة وأول من يستحق ذلك أهل القرآن .. فلأجلهم ولأجل رسالة المملكة فليس أيسر من إيقاف هذا القرار وتصحيح المؤشّر إلى جهة برنامج المملكة القرآني الأصيل. mohanahubail@hotmail.com
الرابط
بل المملكة أولى بأهل القرآنالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
682270النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13652المؤلف
مهنا الحبيلتاريخ النشر
20101031الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية
مكة المكرمة - السعودية