صناعة الفرح

Abstract

أضواء صناعة الفرح جاسر عبدالعزيز الجاسر مساحة الحزن والألم التي تتسع في منطقتنا العربية أسهم في صنعها الجميع، الساسة الطارئون الذين أوصلتهم الدبابات إلى سرايا الحكم فخلعوا بزاتهم العسكرية وارتدوا البزات الأنيقة وزينوا أعناقهم بالربطات الجميلة فيما تخلت عقولهم عن أي أفكار لخدمة مواطنيهم وأوطانهم وأبدعوا في ابتكار أشد أصناف التعذيب النفسي وصنع الألم والحزن لشعوبهم بكثرة الأخطاء التي يرتكبونها وهم في الحكم ليصدروها لشعوبهم التي أصبحت تحلم بلقمة العيش لأبنائها بعد أن تخلت عن حلم تنشئة الأبناء، شعوب استبدلت المستقبل بتدبر الأيام التي يعيشونها بعد أن أفقرها حكامها وهي التي كانت تعيش رخاء متصلا. هكذا عاشت الشعوب الألم وتفشي الحزن بعد أن خرب الحكام مقدرات الأوطان، وزين لهم من يسمون أنفسهم الكتاب والمفكرين أفعالهم فألهوهم وبنوا لهم أصناماً من ورق من كثرة كتاباتهم التي سرعان ما تتهاوى في عالم النسيان فتحرقها شعوبهم بعد إزالتهم في انقلاب عسكري، أو إزاحتهم من قوى أجنبية تحضر معها المصاعب والآلام والحزن للشعوب التي شاركت في توسيع مساحات الألم والحزن التي أسهمت فيما وصلت إليه؛ لسكوتها وخضوعها للتسلط والقبول بالزيف وهذا ما يجعل مساهماً في صنع الأحزان والآلام التي يعيشها العرب والمسلمون. بحر الحزن والألم اللذان يلفان العالمين العربي والإسلامي لا يخلو من جزر حافظت على نقاء حكامها وقادتها ورجالها الذين حولوا أوطانهم إلى جزر مفعمة بالرضا والفرح والحبور، وهكذا مثلما صنع الحزن والألم الساسة والقادة وأسهم الجميع في تكريسها، أفلح القادة الآخرون والساسة ورجال حباهم الله وكرسهم لخدمة دينهم وأوطانهم وشعوبهم، ونحمد الله نحن هنا في المملكة العربية السعودية إحدى هذه الجزر العربية التي أحسن قادتها ورجالها صنع الفرح وإشاعته بين أهلها، أولاً بالتزامهم بتقوى الله ومخافته فجعل الله لهم مخرجاً لكل ما واجههم من صعاب وعراقيل، وحباهم بالحكمة وسخر لهم ما يعينهم على تحقيق أهدافهم وخدمة أوطانهم وشعوبهم وقبل ذلك خدمة دينهم. الفرح وإشاعة الرضا في النفوس والعيش الكريم لا يأتي اعتباطاً ولا يتم صدفة ولا بالنوايا الحسنة فقط؛ بل بالعمل الدؤوب والتخطيط والبناء التراكمي الذي يعلو فوق بعض حتى يتطاول البناء محققاً الإنجازات وإدارة الحكم وقيادة الأوطان أيضاً عمل تراكمي، والحمد لله الحكمة استوطنت في البيت السعودي، عززتها مخافة الله وقوتها الطاعة لرب العزة والجلال، بدأت منذ أيام محمد بن سعود حتى وصلت إلى عبدالله بن عبدالعزيز... حكمت وصنعت وأجادت وأشاعت الفرح والحبور في أبناء الجزيرة العربية من خلال خدمتهم مواطنيهم وفق تعاليم الشريعة الإسلامية دون إخلال ولا إفراط أو تفريط فاتسعت مساحات الفرح التي أشاعت الحبور في أرجاء الوطن. واحتفالات عيد الفطر المبارك التي تشهدها مناطق ومدن المملكة تجسيد لواقع الفرح الذي يملأ جزيرة العرب مظهرة صورة أخرى لعالمنا العربي والإسلامي الذي نسعى أن تشع وينتقل إليه الفرح السعودي. jaser@al-jazirah.com.sa