لا للابتزاز ..!!
الخلاصة
لا للابتزاز ..!! د. محمد عثمان الثبيتي الابتزاز مؤشرٌ سلبي لا يقبل التشكيك على الضعف في التعاطي المباشر مع الأحداث التي تمر بالفرد أو المجتمع ، وهو وسيلة رخيصة للحصول على مُقابل - أياً كان نوعه - بناءً على مُستند معنوي أو مادي يُسيطر عليه طرف ما ، ويضغط من خلاله على الطرف الآخر لينال مُبتغاه ويُحقق أهدافه الدنيئة . وتتعاظم المُشكلة عندما يقوم أفراد - رُعاع - بمحاولة ابتزاز دولة لها ثقلها الإقليمي والدولي كالمملكة العربية السعودية ؛ ظناً منهم بأن حِفَاظها على أبنائها وخوفها عليهم في كل مكان - وليس اليمن على وجه التحديد - سيُمكِّنهم من تحقيق مطالبهم الوضيعة التي لا تستند إلى شرعية دينية أو إنسانية ، بقدر ما تتكئ على حُب القفز على أماكن الكبار بخطوات الصغار. إن القيام بانتهاك المواثيق الدولية المتمثلة في قتل العاملين بالسفارات السعودية كما حدث في بنجلاديش ، أو اختطافهم كما هو حاصل حتى هذه اللحظة في اليمن ، لهو دليل واضح على استهداف خاص لهذا الوطن العظيم الذي لن تهزه مثل هذه الأفعال المُشينة التي تعكس فكر العنف لدى فئة أبى خيالها المريض إلا أن يجعل من ممارساتها عنواناً للمبادئ التي يؤمنون بها ، ويُثبتون من خلال انتهاجها أن ثمة تخطيطا خفياً يبث سمومه الخبيثة عن طريق استخدام هؤلاء - الرُعاع - كأدوات يُصفِّي عن طريقهم حسابات يعتقد - واهماً - أنهم سيُحققون له ما يريد ، ولكنه أخطأ في حساباته ؛ فاللعب مع الكبار يحتاج إلى مهارة لا يُجيد أبجدياتها ، ناهيك عن دقائقها التي لا تحتمل القسمة على اثنين . لقد كشف اختطاف الدبلوماسي السعودي في الشقيقة اليمن عبدالله الخالدي عن تغلغل هذا النمط من التخطيط السلبي الذي امتطى صهوة الدين لتحقيق مآربه الذاتية ، متبنياً فكر تنظيم القاعدة - البغيض - الذي أسس ولم يزل للعنف بكافة صوره وأشكاله كحل لكل الإشكاليات مع جميع الأطراف ، دون منح العقل فرصة لمراجعة الذات عن مدى مصداقية الممارسة من عدمها ، ولكن المهارات الفوضوية التي يكتسبها أرباب هذا التوجه خلقت بيئة نتنة تتوالد فيها الكراهية والحقد لكل ما هو جميل في الحياة ، متجاهلين في هذا الصدد المنهج الرباني في الدعوة والمنصوص عليه في قوله تعالى : « ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة «. ولعل المؤلم في حالة الاختطاف الأخيرة هو مناصرة بعض القبائل اليمنية لمثل هذا الفعل الذي لا تُقره الأعراف القبلية في أي مكان ، وبمداراتها لهذا العمل تكون قد سنَّت سُنة خرجت بها عن الصفات التي تتسم بها القبيلة العربية الأصيلة على مدار تاريخها الممتد من الجاهلية حتى وقتنا الحاضر ، والمُتمثلة في النخوة والكرم والإجارة ، فهي بهذه الممارسة نستطيع أن نقول بأن الفكر القاعدي وصل لمفاصل الدولة من خلال تبني القبائل لحالات الاختطاف المتتالية ، والمنافحة عنهم عن طريق التستر عليهم ، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تكون القبيلة – بخصالها السامقة – الخط الأمامي في مواجهة هذه الفئة الضالة ، وتكسير مجاديفها ، وسبباً في تأديبها وردها إلى رُشدها من الغي الذي أصبح يُهدد المجتمعات وليس الأفراد . ومع هذا الضغط الموجه للوطن إلا أن شموخه المُتجِّذر في تضحية أبنائه بكل ما يملكونه سيبقى حاضراً بالمرصاد لكل المتربصين به والمتواطئين معهم ، ولن تركع أمة يقودها عبد الله بن عبد العزيز إلا لله جلت قدرته . Zaer21@gmail.comللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
الرابط
لا للابتزاز ..!!المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
687946النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17896الهيئات
تنظيم القاعدةتاريخ النشر
20120422الدول - الاماكن
السعوديةاليمن
بنجلاديش
الرياض - السعودية
صنعاء - اليمن