شفافية تامة!

Abstract

شفافية تامة! أحمد الفراج إنطلاقاً من مبدأ الشفافية التامة صدر بيان من الديوان الملكي يبين فيه أن خادم الحرمين الشريفين يمر بظرف صحي طارئ بسبب انزلاق غضروفي، وبدا كما لو أن هذا البيان كان استفتاءً على شعبية الملك، إذ سارعت وسائل الإعلام غير الرسمية، مثل مواقع «الانترنت» البعيدة عن سلطة ودعم الدولة، بالدعاء الصادق بأن يمن الله على الملك بالصحة والعافية، وفي مشهد لافت للغاية لاحظنا أن بعض مواقع الانترنت «المحجوبة» من الجهات الحكومية الرسمية! شاركت في هذه الحملة العفوية، ما يدل على الشعبية الجارفة التي يتمتع بها الملك عبدالله من كل الأطياف. وفي سياق الشفافية ذاتها صرح رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي أنابه الملك للإشراف على كل النشاطات المتعلقة بالحج، بأن المملكة قادرة على إفشال مخططات تنظيم القاعدة ومواجهتها وردعها بكل قوة وحزم من دون تردد، وقال «أعتقد أنه لا يوثق بهم، فنحن لا نستبعد المحاولة بأي عمل يعكر أمن حجاج بيت الله، ولكن كما قلت نحن مستعدون لأي أمر يحتمل حدوثه، وإن شاء الله لا يحدث مثل هذا تقديراً لهذه الشعيرة ولهؤلاء المسلمين الحجاج من كل أقطار العالم»، وبما أننا نعرف أن الأمير نايف لا يتحدث كثيراً، وإذا تحدث أوجز ببلاغة، فإن هذا يعني أن هذا التنظيم الإجرامي على استعداد لارتكاب أسوأ الجرائم وفي أقدس البقاع باسم الإسلام! ولعل ما قاله الأمير نايف إضافة إلى كثير من الموبقات التي كان هذا التنظيم وراءها في ما مضى، مثل ترويع الآمنين، وقتل المؤمنين الموحدين في ديار الإسلام، يكون كفيلاً للمخدوعين من شبابنا بأن يتفكروا ويعيدوا حساباتهم جيداً، خصوصاً مع منهج التسامح الذي تسلكه الجهات المسؤولة مع كل تائب من أبناء الوطن. الجميل بالأمر هو الثقة التي يتحدث بها رجل الأمن الأول ونائبه ومساعده وكل القيادات الأمنية، إذ يمنحك هذا شعوراً بالراحة وبأن أمر إدارة الحشود الهائلة خلال هذا الموسم العظيم في أيدٍ متمكنة وأمينة، وهذا شعور رائع، لأن أنظار العالم كله مسلطة على هذه البقاع الطاهرة، فمن مؤمن يريد الخير والأمان لحجاج بيت الله، إلى حاقد يتربص أصغر الهفوات ليفاجئنا بإشارة «عاجل» بالأحمر من على شاشة التلفزيون، حتى ولو كان الأمر يتعلق بإصابة حاج مسن بالصداع، ولكن كيد مثل هؤلاء دائماً ما يرتد إلى نحورهم. إننا في هذا العيد المبارك نتقدم بالتهنئة لملك البلاد....