خطوات مهمة في الطريق الصحيح

Abstract

في هذا اليوم, العاشر من ديسمبر, 2008 تمر الذكرى الستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. هذه الذكرى التي تراجع فيها دول وشعوب العالم منجزاتها وخطواتها على هذا الطريق بكل شفافية ووضوح. حيث لم تعد قضية حقوق الإنسان مجرد ترف حضاري ومطلب دولي وذلك لارتباطها العضوي غير المنفصم بكافة القضايا الأخرى في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، ليس فقط على المستوى الوطني، بل على المستوى الدولي. ففي ظل القرية الكونية المترابطة, يصبح معيار كون أي دولة في العالم جزءاً من المجتمع الدولي أو خارجة عنه مرتبط أشد الارتباط بمقدار تطبيقها للمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.إن بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين استوعبت تلك الحقيقة الكونية، وبدأت بالفعل بخطوات مهمة على هذا الطريق. فبعد تشكيل هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية في الأعوام الماضية، يمكن رصد مجموعة من الوقائع التي حصلت هذا العام، والتي تؤسس لقاعدة حقوقية يمكن البناء عليها في طريق الألف ميل.ففي شهر مارس من هذا العام أطلق خادم الحرمين الشريفين مبادرة حوار الأديان والتي توجت بانعقاد مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد في الأمم المتحدة في 12-13/11 /2008 بناء على تلك المبادرة والذي أكد مرة أخرى على المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وفي 31/3/ 2008 تم الإعلان في اختتام أعمال الدورة الإقليمية التاسعة في مجال حقوق الإنسان لدول الخليج والجزيرة, وذلك بعد أن دخل الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز التنفيذ, عن التحضير لإنشاء محكمة حقوق الإنسان العربية.وفي شهر مايو 2008 أصدرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية كتيبا بعنوان «اعرف حقوقك» يتطرق إلى حقوق المتهم أثناء القبض والتحقيق والتفتيش والمحاكمة على ضوء نظام الإجراءات الجزائية في المملكة والصادر بالمرسوم الملكي في 28 رجب 1422هـ.وفي مجال حقوق المرأة والطفل, حصلت خطوات مهمة في هذا العام, يمكن حين البناء عليها, أن تشكل منعطفا مهما في هذا المجال. كما صدرت هذا العام توصية مجلس الشورى باعتماد سن الطفولة, 18 سنة كعمر قانوني. الأمر الذي يكافح زواج القاصرات عن هذا السن. وكذلك توصية المجلس بالحكم بـ 15 سنة سجناً أو مليون ريال أوكليهما لمن يتاجر بالبشر. كما وافق مجلس الوزراء على الاستفادة من التوصية رقم 198لمؤتمر جنيف 2006 بتخويل وزارة العمل المساواة بين الرجل والمرأة وظيفيًا.كل تلك الخطوات تعتبر بلا شك لبنات أساسية صحيح أنها لم تحقق بعد المبتغى والمأمول في هذا المجال، إلا أنه من الصحيح القول إنها خطوات مهمة في الاتجاه الصحيح وعلينا جميعا حكومة وشعبا العمل الجاد والمثابر من أجل ترسيخ مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, ونأمل أن يكون العام القادم زاخرًا بخطوات جادة وجديدة في هذا المجال.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 193 مسافة ثم الرسالة