الذكرى الثانية للبيعة .. إصلاح وتطوير

Abstract

ها نحن نحتفل بالذكرى الثانية لمبايعة والدنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين ملكاً للبلاد وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد.. وهي مناسبة عظيمة نعيش معها أجواء التلاحم والترابط اللذين ينعم بهما أبناء هذه البلاد الذين عكسوا للعالم أجمع مدى ما يتميز به المجتمع السعودي من تلاحم قوي يجمع ما بين القيادة والشعب. قبل عام احتفلنا بالذكرى الأولى للبيعة.. والآن نحتفل بالذكرى الثانية للبيعة المباركة وما يجمع بين الذكرى الأولى والذكرى الثانية للبيعة هو تلك الاستمرارية الفريدة في التطور والنماء والإصلاح الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. إن هذه المناسبة تُعتبر فرصة لنستعرض من خلالها شيئاً من إنجازات هذا القائد الذي بايعه الشعب السعودي بحب ورضا بيعة وفاء وإخلاص.. فمنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وهو لا يكف عن البحث عن كل ما يجلب الخير للمواطن السعودي. ولم يكتف الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبايعة الشعب وحضورهم إليه لإتمام البيعة، بل شدَّ الرحال إلى مناطق بلادنا فزار جميع المناطق والتقى بالمواطنين في كل منطقة وشاركهم أفراحهم واحتفالاتهم بمقدمه الميمون.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حب هذا الملك لشعبه وحرصه على التقرب منهم والالتقاء بهم وتفقُّد أحوالهم عن قرب، فملكَ قلوبهم وعزز ثقتهم الكبيرة به ليضرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز بذلك أكبر المثل للعالم أجمع في كيفية تواصل القائد مع شعبه، رغم المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقه. في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أُعلن عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية وهذا دليل واضح على ذلك التطور السريع الذي تعيشه بلادنا في مختلف المجالات، فلم يعد الاهتمام مقتصراً على قطاعي التعليم والصحة بل تعدى ذلك بكثير ليشمل قطاعات كثيرة منها القطاع الصناعي والتجاري وقطاع الطرق والمواصلات والاهتمام بإيجاد فرص عمل للشباب السعودي.. ناهيك عن دعم خادم الحرمين الشريفين لقطاعات مهمة كصندوق التنمية العقارية ودعمه لمشروع الإسكان الشعبي فكان لهذا الدعم عظيم الأثر في نفوس المواطنين الذين يحلمون بأن يجدوا لهم مساكن تؤويهم في ظل ظروفهم المعيشية القاسية. ولعلنا نشيد بنظام هيئة البيعة الذي أقره خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - .. هذه الهيئة المباركة التي كان لها عظيم الأثر في نفوس المواطنين لتكون بمثابة زيادة في الاستقرار السياسي للمملكة. ولعل الإنجازات الداخلية التي تمت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعجز القلم عن حصرها لكثرتها وتنوعها، ومع هذا فإنها لا تخفى على المواطنين السعوديين الذين ينعمون بتلك الإنجازات التي نرى بعضها على أرض الواقع والبعض الآخر سنرى ثماره في المستقبل القريب - بإذن الله -. إن جهود الملك عبدالله لم تقتصر على الشأن الداخلي، بل تعدت ذلك بكثير لتصل إلى الشأن العربي والعالمي ليدل ذلك على ما يتمتع به هذا الملك من حنكة وبعد نظر كبيرين، فقد حمل الملك عبدالله على عاتقه هموم القضايا العربية فاستمر في دعم القضية الفلسطينية، وحرص على جمع الفرقاء الفلسطينيين وحثهم على التوحد والتكاتف.. وحرص كذلك على الوقوف بجانب لبنان ومساعدته في تجاوز محنه التي مرَّ بها فكان لمواقف الملك عبدالله مع لبنان عظيم الأثر في نفوس اللبنانيين الذين يذكرون له مواقفه العظيمة التي ساهمت في التخفيف عن معاناة اللبنانيين ومساعدتهم ودعمهم بكل الإمكانات المتاحة. ولعل تلك الزيارات الأخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لبعض من الدول الأوروبية والعربية لهي دليل على إيمانه - رعاه الله - بأهمية التواصل مع العالم ومد يد المحبة والخير والسلام للجميع وإتاحة فرص التعاون بين المملكة وبين الدول المتقدمة ما ينعكس إيجاباً على المملكة واقتصادها من جهة وتوطيد علاقاتها مع دول العالم المهمة من جهة أخرى. في إسبانيا وفي بولندا وفي فرنسا رأينا تلك المكانة الكبيرة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين لدى حكومات وشعوب تلك الدول، وهذا ما يؤكد المكانة الكبيرة التي تتبوأها المملكة على الساحة الدولية وإشارة بارزة تدل على أن المملكة دولة منفتحة على العالم، وأنها دولة تؤمن بأهمية التعايش مع الجميع والاستفادة من التطور الذي يعيشه العالم حتى أضحى خادم الحرمين الشريفين شخصية عالمية بارزة ورمزاً من رموز السلام.. ونحن كشعب سعودي نجدد ولاءنا لملكنا القائد ولسمو ولي عهده الأمين وللأسرة المالكة السعودية.. راجين الله العلي القدير أن يحفظ لنا بلادنا، وأن يديم علينا نعمه.