الهيئة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد

Abstract

صيرفةالهيئة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفسادإن المطر الذي نزل على بلادنا هو رحمة من رب العالمين ليغيث به العباد والبلاد وفرصة لأن نحاسب أنفسنا، ولا حاجة لنا لانتظار كارثة أخرى، بل يجب أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح لبناء الوطن، والقضاء على التجاوزات وتحديد أسباب الكارثة ومحاسبة كل من أسهم فيها، حيث ان المال متوفر ولكن يحتاج إلى تنظيمه. إن المطر الذي نزل على بلادنا هو رحمة من رب العالمين ليغيث به العباد والبلاد وفرصة لأن نحاسب أنفسنا، ولا حاجة لنا لانتظار كارثة أخرى، بل يجب أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح لبناء الوطن، والقضاء على التجاوزات وتحديد أسباب الكارثة ومحاسبة كل من أسهم فيها، حيث ان المال متوفر ولكن يحتاج إلى تنظيمه. لقد كانت قرارات خادم الحرمين الشريفين الكريمة بخصوص كارثة جدة إنذارا لكل من تسول له نفسه العبث في مقدرات وأموال هذا الوطن ومانعا لتكرار الكوارث، حيث وجه حفظه الله ثروة هذه البلاد لدعم مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والبنية التحتية والاهتمام بمرافق الخدمات العامة في جميع أنحاء المملكة لتوفير حياة كريمة للمواطن والرقي بالمجتمع، كما وقد سبق قبل ثلاث سنوات أن صدر المرسوم الملكي الكريم بتأسيس (الهيئة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد) وذلك لضمان التنفيذ والمتابعة وتصحيح الأخطاء وكشف الحقائق كاملة. ما حدث في جدة حدث في الرياض وربما يحدث في أي مكان من الوطن ولكن حجم الأمطار التي هطلت في الأيام السابقة لا يتوقع أن تحدث منها هذه الكارثة في مدينة مثل مدينة الرياض أو جدة أو أي مدينة أخرى في أنحاء البلاد لو تم التعامل معها قبل حدوثها بالتخطيط والتنفيذ السليم والاستفادة من الموارد المالية والميزانيات الضخمة التي ترصد لها سنوياً. إن الأمطار تهطل بغزارة في كثير من دول العالم على سبيل المثال في دول مثل (سنغافورة) و(ماليزيا) ينزل بها المطر طوال الأيام وطوال الشهور ورغم ذلك لا تجد قطرة واحدة بعد نهاية المطر، لكن هناك بعض القصور في البنية التحتية لدينا وخاصة في تصريف السيول . إن المسؤولية تقع على جميع الجهات المسئولة عن تنفيذ ومتابعة المشاريع والشركات المنفذة لها، فالمطلوب هو تطوير نظام صارم في الإشراف والمراقبة بمشاركة جميع القطاعات من مؤسسات حكومية ومؤسسات مدنية مستقلة مثل المجالس البلدية وهيئة المهندسين والمحاسبين والجامعات بحيث تكون هناك دراسة كاملة لتشخيص المشكلة وتحديد الحلول لها قبل حدوثها. أخيرا يفترض تفعيل دور الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد لتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد، وهي خطوة تسجل لخادم الحرمين الشريفين وإنجازاته العظيمة وبداية لضرب الفساد، ولا يقتصر الأمر على حدوث الكوارث بل على كافة المجالات، ويجب ان تنشأ إدارة تكون خاصة (بإدارة الأزمات) لتتعامل مع الأزمات قبل حدوثها بإخلاص وأمانة بحيث يحاسب المقصرون ويكافأ المخلصون لنضمن تطوير كل مشروع وإخلاص كل مسئول. *مستشار مالي عضو جمعيه الاقتصاد السعودية