المؤتمر العالمي للحوار .. آمال وتطلعات تعايش وتسامح دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار.. نموذج فريد المؤتمر العالمي للحوار.. آمال وتطلعات تعايش وتسامح
Date
2008-07-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290712Author
Abstract
د. حسن بن محمد سفر يعتبر الحوار في أدبيات الديانات مفهوما حضاريا وتلاقحا فكريا للتقارب نصت عليه الاسناد والكتب المقدسة في الديانات السماوية. وبالقاء نظرات في القرن الواحد والعشرين على تجمعات ومجتمعات الاقطاب العالمية نجد ان التركيبة التكونية فيها بين النامية كمجتمعات ودويلات عربية وإسلامية ومجتمعات محافظة، ولكنها غير انغلاقية، فالأرضية لهذه التكوينات البشرية وخصوصا النخب الدينية والسياسية كالعلماء والمفكرين والمثقفين تقبل الحوار ويؤثر في مسالكها واخلاقيات تعاملاتها وقراراتها ويفعل دورها، ويجعل ثمة قواسم مشتركة بينها في عدة مجالات فكرية وأمنية واجتماعية وسياسية. واذا القينا نظرات استقرائية على الوثيقة النبوية المعروفة عند فقهاء السياسة الشرعية بدستور المدينة ندرك ان ثقافة الحوار وبناء التسامح والعيش السلمي خير نموذج قدمه رئيس الدولة الاسلامية الأولى ومؤسس أنظمة الحكم والدولة وفقه العلاقات الدولية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كون التسامح جاء قائما على التوصيف لأحكام الشريعة الاسلامية، فجميع الاحكام وفقه التعامل مع الغير الاصل فيه اليسر والسهولة والاعتدال لا التشدد والتضييق والترصد «وما جعل عليكم في الدين من حرج». وقد دونت قواعد العلاقات الدولية الاسلامية التي اشار اليها الفقيه الامام محمد بن الحسن الشيباني (189هـ) في موسوعته القيمة «السير الكبير» نماذج من منهجية التسامح مع الغير وقواعدها التي تقوم على احسان معاملة الآخر، واقامة العدل مع اهل الديانات، وتتويج ذلك بالصفح عن الزلات والهفوات قصد الهداية والقرب «لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم». وقد أدرك بعض اعداء الاسلام المكانة المرموقة للتسامح عند المسلمين، فهذا المستشرق جون لوك يبين في كتابه رسالة في التسامح ان ثمة اضطهاداً بين المذاهب والاديان الاخرى سيطر طوال العصور الوسطى، سواء من جانب البابوية أو من جانب الحكام الاباطرة، الى ان جاء منتصف القرن الخامس عشر، حيث بدأت بوادر نشر وتمهيد لثقافة التسامح وبدء حقيقة التسامح، لكن على خوف واستحياء ثم رفع صوته عندما دعا الى التسامح الديني الصريح بعد قراءات جديدة وعكوف على دراسة حقيقة الاديان خصوصا الدين الاسلامي، « قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا....