التعديل والتغيير في مشاريع الإسكان الحكومية

Abstract

التعديل والتغيير في مشاريع الإسكان الحكوميةد. علي بن سالم باهمام أوضحت في المقالة الماضية أن الإسكان احتل النصيب الأكبر ضمن الحزمة التنموية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) عند عودته بالسلامة، وكان من ضمن ما خصص للإسكان أمره الكريم بدعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان بمبلغ خمسة عشر مليار ريال للإسراع في ترسية مشاريع الإسكان. وقد سبق أن لفت انتباه الهيئة العامة للإسكان في مقالة قبل عدة أسابيع إلى أهمية العناية بإجراء دراسات التقييم بشقيها: السابق لتصميم المساكن وتنفيذها، واللاحق لإشغالها؛ لضمان ضبط الجودة وتلافي السلبيات والحد منها في مشاريعها. واستمراراً لما طرح في تلك المقالة فإن موضوع اليوم يُعنى بمناقشة بعض سلبيات مشاريع الإسكان الحكومية أو العامة وطرق تلافيها، وربما تتبع مستقبلاً مقالات أخرى ضمن السياق ذاته. لقد أظهرت التجارب على المستوى العالمي والمحلي أن مشاريع الإسكان الحكومية أو العامة تتعرض للكثير من أعمال التعديل والتغيير والإضافة، وفي بعض الحالات إلى إعادة البناء بالكامل وما يصاحبها من تكاليف إضافية. ولا أدل على ذلك مما تعرضت له فيلات مشاريع الإسكان العادية، التي نفذت من قبل (وكالة الوزارة لشؤون الإسكان في وزارة الأشغال العامة والإسكان سابقاً)، من تعديلات وإضافات من قبل ملاكها، ويعود سبب إجراء التغيرات إما إلى عدم رضا السكان عن التصميم، أو لعدم ملاءمة الوحدة السكنية لاحتياجاتهم الحياتية، ففي مشاريع الإسكان العادية تم تنفيذ أكثر من عشرة آلاف فيلا بألواح الخرسانة سابقة الصب في سبعة مواقع بست مدن مختلفة بتصميم موحد ومتماثل لمكونات الفيلا وعناصرها وشكلها دون مراعاة لاختلاف رغبات السكان ومتطلباتهم. وتحدث تعديلات المسكن في مشاريع الإسكان الحكومية أو العامة ـــ في أغلب الأحيان ـــ لسببين رئيسيين؛ إما لإيجاد التوافق بين المسكن واحتياجات الأسرة وتطلعاتها، أو للتعبير عن خصائص الأسرة الذاتية وإضفاء هوياتها أو اللمسة الشخصية لها. فتعديل الوحدة السكنية (ذات النموذج المتكرر) إلى مسكن خاص يعبر عن شخصية الأسرة القاطنة فيه؛ هو جزء مهم من السلوك الطبيعي لسكان المشاريع السكنية. لذا يتعين على الهيئة العامة للإسكان التعامل مع موضوع إبراز الهوية الشخصية للأسرة في الوحدات السكنية التي تنفذها من خلال إتاحة الفرصة للأسرة لاختيار نوعية الإكساءات الداخلية والألوان، إضافة إلى توفير التنوع في أشكال الواجهات الخارجية، وإتاحة الفرصة لهم أيضاً للاختيار أو الإضافة، بتقديم بدائل مختلفة لأشكال الفتحات، أو سواتر الأسطح، أو الألوان ومواد الإنهاء، وغيرها من البدائل غير المكلفة.