أوهام تحرك البوارج

Abstract

وسنقبل من أجل الماء بمقترحات الرجيع شرط أن تتحرك. فبالأمس تتناقل الصحف الأخبار أن سعادة المدير التنفيذي لشركة بوارج الدولية لتحلية المياه المهندس عبدالله باجنيد قد صرح بأن تحريك البارجة من الشعيبة إلى الشقيق مرتبط بالانتهاء من محطة تحلية الشعيبة 3 في بداية العام المقبل، وأن هناك دراسة أولية - لاحظوا تضامن مفردتي دراسة مع أولية - لتحريك البارجة الثانية من الدمام إلى الشقيق.وبكل تأكيد فلا المقترح الأول ولا الثاني سيريان بصيصاً من نور لأننا في هذا البلد نعرف تسويف الدراسات فما بالكم إذا كانت هذه الدراسات من باب الأولية. والمضحك أن الإخوة في تحلية المياه يصوغون أخبارهم وكأننا هنا لا نستحق الفزعة إلا بالرجيع. يقسمون البلد الذي نسكن سواسية قلبه وأطرافه إلى تصنيف للمواطنة، فكأن المصانع العالمية التي بنت من قبل بارجتين بخلت أن تبني لنا الثالثة. كأن الأموال التي تعاقدت من قبل مع بارجتين للشعيبة وللدمام لا تستطيع أن تضخ مزيداً من المال من أجل بارجة ثالثة ترسو في محطة الشقيق. كأن الله لم يخلق إلا بارجتين وعلينا هنا الانتظار حتى تتحرك إحداهما ثم نبدأ حساب السرعة حسب العقدة البحرية مؤملين أن تسلك إلينا أقرب الطرق حتى لو كان عبر الالتفاف من خلف رأس الرجاء الصالح.اليوم وصل ملف الأمن المائي في عسير إلى يد القيادة العليا في شخص خادم الحرمين الشريفين والملف وصل إليه لأن الذين بيدهم قرار الماء المباشر لم يفعلوا شيئاً مما يفترض عليهم أن يفعلوه. نحن نعاني أزمة الماء منذ عقدين، فيما محطة التحلية لم تشهد صامولة إضافية، دعك من حسابات الزيادة السكانية. نحن نموت عطشاً في الطوابير وننتظر صهريج الماء لعشرة أيام فيما نحن مجرد صور وتحقيقات إعلامية لا تهز مسؤولاً مباشراً عن الماء ليقف على الحقيقة. لم يأت إلينا معالي المحافظ ولا مدير مكتبه ناهيك عن شوقنا العارم كشوقنا للماء لرؤية معالي الوزير. نحن هنا على وعود الوهم بترسية محطة تحلية أخرى أو نقل الماء من السدود بالأنابيب أو تصبيرة تحريك البوارج. كل هذا الوهم سنشربه حتى الصيف المقبل، ولكن: ابصموا بأيديكم في نهاية هذا المقال رهاناً لأن الأوهام لا تتحقق. 0 : عدد التعليقات