البيعة السعودية

Abstract

من وحي الوطنمحمد بن عبدالله الحميدامتدح الله تعالى البيعة الشرعية بين الحاكم والمحكوم من المسلمين بمحكم آيات الذكر الحكيم.. وما (بيعة الرضوان) بين صفوة الخلق النبي (محمد بن عبدالله) صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا المثل الطيب لما تلاها من مبايعات للخلفاء الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. فالبيعة الإسلامية مبنية على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله وتطبيق العدل ومن ثمّ السمع والطاعة لولي الأمر على هذا الشرط الواضح السويّ بالعسر واليسر والمنشط والمكره فكانت وما زالت نهجا سويا يُنظم العلاقة بين الراعي والرعية ويسوده التراضي والاقتناع لأن ولاية الحاكم لم تأت على ظهر دبابة ولا شابها ما ينال الانتخابات من تزوير أو رشوة. هذا اليوم السعيد نستعيد به ذكرى مبايعة الأمة لخادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) الذي تحمّل المسؤولية محتسبا لله تعالى وراغبا صادقا للإصلاح ونفع البلاد والعباد. ومن محاسن الصدف أن يكون الاحتفال بالذكرى الغالية.. امتدادا لأفراح المواطنين بما منّ الله سبحانه على مليكهم بالصحة والعافية والعودة لعرينه بحزمة من القرارات والأوامر التي عمّ نفعها الأفراد والجماعات على امتداد الوطن الغالي. وإذا ما قارنّا أوضاعنا الكريمة الآمنة المطمئنة بما حصل في بعض أقطارنا العربية من سفكٍ للدماء وانحسار للأمن وقلاقل لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد.. ويكون الضحية الضعيف الأعزل والمرأة والطفل إلى جانب ما يحصل من تدهور اقتصادي وتدمير للبنى وتخريب للعلائق الإنسانية.. فإنا نحمد الله جلّ شأنه على أن هدانا لما هو أقوم وأرشدنا للحفاظ على الوحدة وصرف عنّا شرور ما كان يُحاك ضدنا من مؤامرات شيطانية عبر بعض وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية.. فالسعيد من وُعظ بغيره وتنبّه لحكمة هذا المثل (أنجُ سعد فقد هلك سعيد)! حفظ الله بلادنا الطاهرة من كل سوء ومكروه وأدام علينا حكومة وشعبا نعمة البيعة الشرعية المتجددة على ضوء الكتاب والسنة.. آمين.