مشكلة الفقر !

Abstract

الأحد, 8 يونيو 2008عبدالإله جدعوزارة الشؤون الاجتماعية -وقد تبوَّأ منصب وزيرها الدكتور يوسف العثيمين- تحتاج إلى إعادة هيكلة بحثًا عن آليات وأدوات جديدة للتعامل مع العمل الخيري بعيدًا عن الدور التقليديمشكلة الفقر من أكثر المشكلات التي تؤرق ضمير العالم ونظمه.. وأكبرها! ولاسيَّما أنه يعد واحدًا من أهم التحديات الرئيسة التي تواجه عملية التنمية! وفي مجتمعنا.. تتزايد أعداد الفقراء والمحتاجين مع زيادة أعداد العاطلين عن العمل وزيادة (البطالة) ونكبات الأسهم وارتفاع الأسعار المحموم في كل شيء. حتى بات من المألوف أن تسمع عن فقراء ومحتاجين لا يجدون ما يسد جوع يومهم. ومدينين يهددهم السجن ويلاحقهم الدائنون. ومنذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأحياء الفقيرة قبل بضع سنوات وتأسيس صندوق الفقر السعودي الذي غير اسمه بعدها إلى الصندوق الخيري الوطني. وتحديد خطوط للفقر وهي «المدقع» و«المطلق» و«النسبي»، وإيجاد قاعدة معلومات يتم من خلالها إعداد البيانات التي تساعد على رصد ظاهرة الفقر وعلاجها وتحديد أسبابه في السعودية وتحديد خصائص الفقراء وسماتهم مع دراسة وتحليل بعض التجارب العالمية في مجال معالجة الفقر والإفادة منها بما يتناسب مع الوضع في السعودية.منذ ذلك كله وإلى اليوم لم نلمس حلاً حقيقيًا لعلاج مشكلة الفقر. ولاسيَّما أن الدخل اليوم في عصر انتعاش بالإضافة إلى أن البلد فيه من الشركات وأصحاب رؤوس الأموال والبنوك الكثير، لكنهم مع الأسف لا يساهمون في المسؤولية الاجتماعية وعمل الخير. لذا فإن من الضروري أن يكون للدولة دور محوري رئيس في حل هذه المعضلة فوزارة الشؤون الاجتماعية -وقد تبوأ منصب وزيرها الدكتور يوسف العثيمين- تحتاج إلى إعادة هيكلة بحثًا عن آليات وأدوات جديدة ومتطورة للتعامل مع العمل الخيري في البلد بعيدًا عن الدور التقليدي القاصر على الضمانات الاجتماعية والإسكان.. وهناك العديد من الملفات المؤجلة قضاياها مع تعاقب الوزراء على هذه الوزارة. وإن كنا لا نتهم أحدًا بالتقصير إلا أن هناك العديد من الأمور المتعلِّقة بالهيكلية والأدوار والأهداف ينبغي أن تواكب المتغيرات والاحتياجات الجديدة.. وعلى سبيل المثال وليس الحصر.. هناك ملف صندوق معالجة الفقر الذي جاء مبادرة من خادم الحرمين الشريفين وحضرت أول اجتماع له زمن تأسيسه برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبد العزيز رحمه الله.. ليت الوزارة تحيطنا بما آل إليه الأمر أو تطور خلال المدة الماضية. وهناك الإسكانات العاجلة التي لا ينبغي أن تضيع في زحمة الروتين.. فالناس رغم هذا الكم الهائل من الأراضي والعقارات في أزمة إسكان وكلنا يذكر الإحصائية التي ذكرت نسبة متدنية للذين يملكون سكنًا في بلد غني!! لابد من دور غير تقليدي تؤسس بموجبه وكالة للوزارة لشؤون المساعدات العاجلة وهواتف مجانية لها لاستقبال الشكاوى والطلبات وتوفير جهاز للدراسة والبحث والتوجيه وكذلك تنسيق مع الجمعيات الخيرية والمستقبلية للتبرعات لتلعب الوزارة دور فاعل الخير الوسيط وتوصل التبرعات إلى أصحابها. وأن ينسق مع البنوك والمؤسسات والشركات الكبرى لدعم هذا الصندوق والآلية لمعالجة الفقر.دوحة الشعرالمَرْءُ يأمُلُ، وَالآمالُ كاذِبَةٌوالمرءُ تصحبُهُ الآمالُ ما بَقِيَا