ساستمع اليك وبالذات عندما نختلف !!
التاريخ
2008-11-10التاريخ الهجرى
14291112المؤلف
الخلاصة
الاثنين, 10 نوفمبر 2008د. سعود صالح المصيبيحفي يوم من أيام التاريخ خطب الرجل الموهوب باراك أوباما خطبة النصر، ودموع الفرح في عيون الحضور، وبدأ بالثناء والإشادة بخصمه ماكين، ثم شكر مَن وقفوا معه. وكان خطابًا موزونًا مقنعًا واثقًا من النفس ليس فيه مبالغة في الفرح، أو تهور، أو استهانة بالحدث، أو غرور، أو تعالٍ، وكان الشعار الجديد بعد موضوع التغيير هو شعار (نعم نستطيع)، وأعاد بالذاكرة إلى بداية حملته في حديقة خلفية صغيرة، والتبرعات من المحبين والمناصرين التي كانت من دولار وخمسة دولارات إلى أن وصلت إلى واحدة من أكثر أرقام الحملات من الناحية المادية في تاريخ أمريكا..هل انتصار أوباما انتصار حقيقي للفقراء والسود والمهمّشين في عالم لم نتعوّد كثيرًا إلاّ أن ينتصر فيه الأوباش، وأصحاب المال والنفوذ الذين يتلذذون في تهميش غيرهم، والصعود على أكتافهم.كان حدثًا عظيمًا في تاريخنا المعاصر في أن يعتلي سدة الرئاسة في أمريكا رئيس أسود، من أسرة فقيرة، ومن جد مسلم، ومن أصول كينية، في حين لا يزال في العالم العربي والإسلامي مَن يرى في نفسه الفخر والكبرياء والدم الأزرق؛ لأنه ابن فلان، أو ينتمي للقبيلة الفلانية، رغم جهله وبلادته وسطحيته.. إن هذا الفوز يؤكد أن التميّز لابد أن ينتصر في النهاية، فقد شمت الشامتون، وحقد الحاقدون، ونصبوا المكائد وتجسسوا وأطلقوا الإشاعات وحاولوا الاساءة بل والتهديد ومحاولة القتل، ولكن بقي هذا الاسود شامخًا متحدثًا خطيبًا مفوّهًا ألهب الجماهير حتى دانت له أمريكا وسلّمته رئاستها. ومن أجمل ما سمعت في خطابه يوم النصر عندما قال للامريكيين (سأستمع إليكم وسيكون هذا الاستماع أكثر وأدق عندما يكون بيننا اختلاف في الرؤى) أي مقولة عظيمة تؤسس منهج القادة والزعماء والناجحين في حين نجد أن الاختلاف في الرؤى في عالمنا العربي يعني الإقصاء والحرب النفسية والإيذاء والنميمة واطلاق الاشاعات والاتهامات، بينما الاستماع الى وجهة النظر الأخرى المختلفة معك قد تكون بداية لتقويم آرائك ومنهجك وطريقة عملك.. واسلوب أوباما هو الذي مكنه من الوصول الى سدة الحكم، بل ان في عالمنا العربي لا يكتفي المختلف معك بشن الحرب ضدك، وانما عدم اتاحة الفرصة لك للحديث وابداء وجهة نظرك، وبناء الاحكام على حسب التوجه الذي يريد الوصول اليه وبانتقاء المعلومات التي تؤكد انتقامه ورغبته الشديدة في الإيذاء. ومَن يراجع خطب الملك عبدالله منذ أن تولى الحكم وخلال رعايته لمركز الحوار الوطني ومقابلاته التي يستمع فيها وينصت يعطي مثالاً واضحًا لمنهج الملك عبدالله الذي ينبغي أن يكون السائد في مدارسنا وجامعاتنا ووسائل إعلامنا واجهزتنا الحكومية، وجميع مناشط الحياة.. وهو الحوار وتبادل الرؤى لما فيه المصلحة العامة.
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
717389النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16637الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - العلاقات الخارجية
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (الرياض)
المؤلف
سعود صالح المصيبيحتاريخ النشر
20081110الدول - الاماكن
السعوديةالغرب
الرياض - السعودية