هذه تجاربنا وتلك هي خدماتنا

Abstract

الإدارة علم قائم بذاته وأصبح له مدارس وطرق.. ولم يعد الأمر يعتمد على الفهلوة أو عدم الخبرة.وصارت الدولة الناجحة في العالم التي حققت أهدافها وتعلن أن السبب هو دقة التنظيم والتطبيق الكامل لعلم الإدارة.. والدول العربية أحيانا تستقدم خبراء من الدول المتقدمة أصحاب المدارس المتميزة في الإدارة مثل اليابان أو ألمانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية. أو توفد المبعوثين إلى تلك الدول في الوقت الذي تغفل وتتجاهل الدور الرائع لدولة عربية تفوقت إلى أقصى الحدود في فن الإدارة.. وفن إعدادالبشر وتهيئتهم لوقت الأزمات وهي الإدارة السعودية.. وإنني أعتقد أنه لا توجد حكومة في العالم تستطيع أن تدير بنجاح هذا الحشد من البشر الحجاج الذين يتكرر مجيئهم كل عام وبصورة متزايدة مثل نجاح حكومة المملكة العربية السعودية.وقد أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تخدم موسم الحج الذي فرضه الله على المسلمين والركن الخامس من أركان الإسلام وحتى قيام الساعة. والواقع أن الحج كان يمثل في الماضي بالنسبة للمسلمين أمرا بالغ الصعوبة فقد كان الحاج يكتب وصيته قبل أن يغادر وإذا عاد يحتفى به وكأنه مولود جديد.. وقد كنا نقرأ ونسمع من أجدادنا وآبائنا أو من ذوينا ما كان يعانيه الحجيج للوصول إلى بيت الله الحرام والوقوف بعرفات واليوم قد منّ الله على المسلمين بنعمته الكبرى بالحج إلى بيته العتيق وأداء مناسك هذا الركن العظيم من أركان الإسلام بكل يسر وأمان واطمئنان، وأعتقد أن هذا يعد قمة النجاح الإداري.. ولم يكن يتحقق كل ذلك لولا الاهتمام البالغ بتوجيه البشر القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، والخبرة التي تحققت لهم لم تأتِ من فراغ فقد أنشئت المدارس والجامعات ومعاهد التدريب.. مع إنفاق مالي هائل على البنية الأساسية التي تمثل الأرضية اللازمة للبداية الناجحة لأي مشروع.. وإذا نحن أردنا تقييم العمل الذي أنجزه الملك عبدالله لخدمة ضيوف الرحمن لعجزنا عن ذلك.. وتصوروا أي مشروع إذا نحن أردنا أن يبدأ بطريقة مدروسة وسليمة ويستمر العمل به بلا انقطاع لمدة حوالى ثماني سنوات ويتحقق المراد منه في الوقت الذي لا ينقطع فيه الزوار سواء لأداء فريضة الحج أو أداء مناسك العمرة.. فهو مشروع أعتبره ناجحا بكل المقاييس. إنني أفخر بأن أجد رجالا استطاعوا أن يشكلوا فريقا أدى عمله بتنسيق رائع فيما بينهم فقدموا لضيوف الرحمن أرقى أنواع الخدمة.. وبعد ذلك أريد أن أسأل أصحاب المدارس الإدارية عن السبب الذي يجعلهم يتجاهلون تجربة السعودية التي نجحت في إدارة أكبر حشد بشري جاء للحج حيث لا يقل في كل عام عن ثلاثة ملايين مسلم يحضرون إلى المشاعر المقدسة في فترة قصيرة لا تزيد على ثلاثة أسابيع ويعيشون في مكان صغير ويتحدثون بأكثر من مائة لغة ولهجة ويقدم لهم الأمن بكل أشكاله.. وفي السعودية يوجد رجال متميزون في فن الإعلام تنحصر اهتماماتهم في نقل صورة حية لأداء المشاعر إلى كافة دول العالم وليعيش كل المسلمين في جو ديني محض والفضل يعود إلى الله ثم إلى رجال أمثال معالي وزير الثقافة والإعلام إياد أمين مدني. لقد وضعوا نصب أعينهم خدمة الإعلام الإسلامي والدعوة إليه.. حفظ الله لهذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ورجاله المخلصين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين.مالك ناصر درار