رؤى الرياض والقاهرة في معالجة ملفات لبنان وفلسطين اوراق العرب الساخنة على طاولة خادم الحرمين ومبارك بشرم الشيخ اليوم

Abstract

بعد 6أسابيع فقط من قمة بين الزعمين الكبيرين فى الرياض استبقت قمة دمشق، وفى مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة يستضيف منتجع شرم الشيخ اليوم قمة ثنائية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشقيقه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، حيث يتبادل الزعيمان الرأى حول العديد من الموضوعات والقضايا الاقليمية والدولية فى مرحلة “ما بعد قمة دمشق” التى غاب غاب عنها الزعيمان، وكانت المشاركة السعودية المصرية بمستوى تمثيل اقل عن المعتاد، وتتناول المباحثات نتائج تلك القمة، والتنسيق المصري السعودي ازاء القضايا العربية الراهنة، وفى مقدمتها الازمة الرئاسية اللبنانية، وجهود البلدين لاستقرار الاوضاع فى لبنان وصولا الى اختيار رئيس جديد للبلاد وتكتسب القمة السعودية المصرية حيويتها من حيث توقيت انعقادها وتنوع ملفاتها وهى القمة الاولى بين الزعيمين بعد قمة دمشق كما تعكس التنسيق السعودى المصرى تجاه الازمات الملتهبة بالمنطقة وبلورة موقف عربى مشترك عبر آليات جادة وواقعية لمعالجة تلك الملفات المطروحة على الساحة وبما يصب فى النهاية لمصلحة الشعبين الشقيقين ويدعم العمل العربى المشترك ، ويأتى فى مقدمة تلك الملفات دفع الاستحقاق الرئاسى فى لبنان بعد تأجيل جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس توافقى للبلاد وفقًا للمبادرة العربية اكثر من 14مرة. وتنطلق العاصمتان القاهرة والرياض لمعالجة الازمة اللبنانية من سقف المبادرة العربية ودون تحامل على فريق لحساب الاخر فى المشهد اللبنانى ودون الاشارة بأصبع الاتهام لهذا الطرف او ذاك وهو ما جعل تدخلات الانقاذ من العاصمتين محل احترام كافة الفرقاء اللبنانيين، وعكس هذا التوجه تصريحات رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة خلال مباحثاته بالقاهرة مع الرئيس مبارك والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى « كل على حدة» والتى اكد خلالها اعتزازه بالتحركات السعودية المصرية لحل الازمة اللبنانية، وقال إن «السعودية تدعم المبادرة العربية بشأن لبنان بكافة الوسائل المشروعة ومن تحت مظلة المبادرة العربية مؤكدًا أهمية الموقف العربى الضاغط لأجل ايجاد حل لمشكلة لبنان، ورأى أن رفض بعض الاطراف اللبنانية للمبادرة العربية نتيجة» تأثر اطراف ببعض الضغوط الآتية من خارج لبنان مما يمنع تنفيذها ويحول دون العملية الديمقراطية وتسلط الاقلية على رأى الاغلبية ، وحث على معالجة الخلل الواضح فى العلاقات اللبنانية السورية حتى لا تزداد الامور سوءًا ويكون لبنان مدخلاً للمزيد من المغامرات التى يقوم بها آخرون ضد لبنان وضد المصالحة العربية ككل.?وتدرك الرياض والقاهرة خطورة ما ألمح اليه السنيورة خلال جولته العربية الحالية مماطلة المعارضة فى تطبيق المبادرة العربية وبدرجة تجعل موعد احالة المرشح كرئيس توافقى للبلاد العماد ميشيل سليمان للتقاعد ، وتأمل العاصمتان التوصل الى حل للازمة الرئاسة اللبنانية قبل موعد تقاعده رغم أنه وحسب السنيورة حتى لو تقاعد فإنه سيظل مرشحًا للرئاسة معتبرًا اعتزام العماد سليمان التقاعد بمثابة صرخة أطلقها للتعبير عن ضيقه للطريقة التى يتعامل بها لبنان، ونوه بأن المبادرة العربية تؤكد رغبة العرب بالاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وهو ما اتفق عليه اللبنانيون ، وتتفق العاصمتان أن هذا المرشح التوافقى يوكل اليه -بحسب الدستور اللبنانى- تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن ما يجرى فى هذه الفترة تحميل عملية انتخاب رئيس الجمهورية جملة كبيرة من الشروط من هنا ومن هناك بما يؤدى عمليًّا لمنع عملية الانتخاب، كما تتضامن العاصمتان مع مناشدة السنيورة لقوات اليونيفيل الدولية بالجنوب اللبنانى أن تكون على بينة ويقظة مما يجرى حتى لا تتخذ اسرائيل ذلك ذريعة لخرق الأجواء اللبنانية والاعتداء على لبنان والتأكيد على أهمية دور مجلس الامن فى منع آية اختراقات للسيادة اللبنانية. ?اما الملف الثانى الذى يحظى بأولوية فى التحركات السعودية المصرية ويرتبط بالقمم الثنائية بين الزعيمين الكبيرين فيتعلق بدفع المصالحة الوطنية بين الفرقاء الفلسطينيين والدفع نحو تفعيل المبادرة اليمنية القائمة على اتفاق مكة المكرمة الذى رعاه خادم الحرمين الشريفين لوقف الاقتتال الداخلى بين الأشقاء الفلسطينيين فى الأرض المحتلة عام 2007 وحوارات الفصائل الفلسطينية بالقاهرة 2005 بأمل الوصول لرؤية فلسطينية مشتركة حول التسوية النهائية بعد استئناف مفاوضات الحل النهائى بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى إيهود اولمرت بالقدس امس فى ظل مقررات انابوليس ووعد الرئيس الامريكى جورج بوش بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جنب دولة اسرائيل قبل نهاية العام الجارى.