معالم استراتيجية للعلاقات السعودية - الهندية

Abstract

على الرغم من الروابط التاريخية بين السعودية والهند، والتي تعززت بفضل عوامل النفط والتجارة والعمالة الوافدة، السائدة حالياً، فإن الطريق لتدعيم العلاقات الثنائية بين الجانبين يعتمد على تطوير نموذج يرتبط بالأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية الاستراتيجية. وفي أغلب الأحيان، تتحول المخاوف السياسية والأمنية المشتركة إلى جهود حثيثة لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وجنوب آسيا، فالتصورات الناشئة تخلق المزيد من الفرص للتعاون السعودي ـ الهندي مستقبلاً. وبينما تمر السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بتغيرات وتحولات مهمة، فإن عملية فهم الأمور على حقيقتها وتعزيز التعاون بحاجة إلى التطوير من خلال مراحل تتخطى القضايا التقليدية، مما يتطلب جهوداً مشتركة لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية، وأهمها بلا شك التهديد الذي يواجهه البلـَـدان والمتمثل في التطرف والإرهاب. وبمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للهند، فإن عدداً من المعالم التي تم رصدها يمكن الإشارة إليها بوصفها محددات بالغة الأهمية في تعزيز العلاقات السعودية ـ الهندية فيما يلي: أولاً ـ لماذا الهند؟ تُعد الهند أكبر بلد ديمقراطي في العالم ويضم ما يزيد على مائة وخمسين مليون مسلم. ومن هنا، فإن تحسين العلاقات معه يتيح الفرصة أمام المزيد من التعاون والتنسيق، وهي رابع أكبر اقتصاد على مستوى العالم فيما يتعلق بتعادل القوة الشرائية، وقد يصبح أحد أكبر ثلاثة اقتصادات خلال الأعوام الخمسة والعشرين المقبلة. فلقد تضاعف معدل ناتجها المحلي خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، إذ ينمو بمعدل 6 بالمائة، ومن المحتمل أن يتضاعف المعدل مجدداً بحلول عام 2010. وارتفع احتياطيها من العملة الأجنبية من مليار دولار في عام 1991 إلى 140 مليار دولار في عام 2005. وتُخَرج الجامعات ومراكز التعليم العالي في الهند سنوياً أكثر من مليوني طالب، وأحرزت البلاد تقدماً ملحوظاً في اقتصاد المعرفة، ويبلغ عدد العاملين في مجال تقنية المعلومات 650 ألف شخص، وسيتجاوز هذا العدد مليونين في عام 2010. وهناك 190 شركة من أصل 500 من الشركات في قائمة مجلة فيرتشين تنفذ مشاريع وتقيم أعمالاً في الهند. وإلى جانب ذلك كله، هناك نحو 550 مليون هندي هم دون سن الخامسة والعشرين، وهي بذلك تعد ثاني أكبر احتياطي للعمالة الماهرة. كما أن عدد أفراد الطبقة....