معالجة الفقر من إيراداتنا

Abstract

.. بالعدد 1491 وتاريخ 13/9/2008م نشرت مجلة (المجلة) ملخصاً للتقرير الذي أصدره البنك الدولي ظهر من خلاله أن هناك خللاً في المنظومة الدولية أدى إلى تزايد معدلات الفقر على مستوى العالم بشكل ينذر بالخطر حيث أظهرت تقديرات الهيئة الدولية أن عدد الفقراء أوشك أن يقترب من ألف وخمسمائة مليون شخص و 25% منهم يعيشون على أقل من 1.25 دولار أمريكي يومياً أي ما يعادل خمسة ريالات إلا ثلث الريال.وفي حديث مطول لوزير الشؤون الاجتماعية معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين نشرته «الوطن» بتاريخ الأحد 21 رمضان 1429هـ قال فيه: الفقراء في المملكة لا يبلغون المليون والحل في اصلاح الاقتصاد»، والواقع أنه أخطأ في الأولى وأصاب في الثانية.. فإن الفقراء في منطقة مكة المكرمة وحدها أكثر من المليون، وكذا الحال في الرياض ناهيك عن حال الذين يعيشون الفقر المدقع في القرى.ومما أذكر أنني كنت والأخ خضر حجي نسير في شوارع ينبع بالمدينة القديمة التي يعيش معظم أهلها في بيوت شبه متهدمة تظلل جوانب منها قطع من التنك أو الكرتون، إن هؤلاء الناس يعيشون على مخصصات أهل الخير.قلت: ولماذا لا يحصلون على الضمان الاجتماعي؟قال: كلهم كبار في السن وأرامل ليس بإمكانهم التردد شهراً بعد شهر لمجرد تسجيل أسمائهم من أجل قبول طلبهم أو رفضه كما هو الحاصل في الغالب!!وبذا فإن حساب معالي وزير الشؤون الاجتماعية واقتصاره على الذين ينالون الضمان الاجتماعي لا يمثل حقيقة عدد الفقراء الذين قال معاليه عنهم وعن معالجة أوضاعهم.معالجة الفقر ليست مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية وحدها، بل تكون عبر منظومة حكومية أو أهلية متكاملة. ثم يضيف: لا بد من اصلاح الاقتصاد، والجهات المسؤولة بشكل مباشر عن معالجة الظاهرة هي: وزارة العمل، ومؤسسات التدريب، والتعليم وتحسين المناخ الاستثماري، وبيئة العمل وتبسيط اجراءات مؤسسات الاقراض للمشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، والأهم من ذلك ايقاف شلال الاستقدام، ففي ذلك معالجة مشكلة الفقر عبر تشغيل السعوديين خاصة أن الاحصاءات تشير إلى أن 65% من المجتمع السعودي في سن العمل».الكاتب الفذ عيسى الحليان يقول بما كتب يوم الأحد 21/9/1429هـ بشأن معالجة مشكلة الفقر:علينا الاستفادة من التاريخ التراكمي لسياسات معالجة الفقر لدى دول عديدة تمكنت من مضاعفة دخل الفرد ثلاث مرات خلال عقدين من الزمن دون أن تمتلك موارد طبيعية».وأنا أقول لأخي عيسى ولمعالي الوزير: إن مواردنا المالية أكثر من حاجتنا وفوق امكانات صرفها على المشاريع التنموية، فما الذي يمنع من تخصيص اعتمادات مناسبة لمعالجة الفقر الذي يعيشه الناس وقد وقف عليه شخصياً خادم الحرمين الشريفين عندما زار الأحيــــاء الفقيرة بالرياض.. فهل إلى ذلك من سبيل؟فاكس: 6671094aokhayat@yahoo.comللتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم88548 تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة