المهرجان الوطني للتراث والثقافة

Abstract

لقد شكلت الثقافة الوطنية والتراث عنصراً فاعلاً في ترسيخ الهوية وعنصراً من عناصر قوة الشعوب في زمن العولمة، كما أن الثقافة لم تعد مجرد مرآة عاكسة لواقع الشعوب ووجدانها بل أصبحت مجالاً أساسياً لتحقيق التميز والإسهام في المخزون الإنساني وعلى الحضور الفاعل في محيط معولم. والمملكة العربية السعودية وبالرغم من عملية التحديث والتنمية الحضارية الشاملة فإنها لم تحافظ على تراثها الثقافي وتعهده بالحماية والصيانة وحسب بل دعمته أيضاً، وهو شهادة على مرونة الثقافة السعودية وتصميم الدولة على حماية تراثها القومي وتوظيفه في خدمة التنمية بمفهومها الشامل، ويتبين تصميم المملكة على الحفاظ على تراثها الثقافي عبر العديد من المؤسسات في جميع أنحاء المملكة. أولى هذه المؤسسات هو النظام التعليمي الذي يزرع محبة واحتراماً عميقين للماضي بين الشباب السعودي، وتتمثل المؤسسة الثانية في (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية كل عام ويحتفي بثقافة الشعب السعودي وحضارته، ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة يمتزج بنشاطاتها عبق التاريخ بنتاج الحاضر المعاصر ومن أهداف المهرجان التأكيد على الهوية العربية الإسلامية وتأصيل الموروث الوطني السعودي بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال المقبلة، حيث يهدف المهرجان إلى دعم الهوية السعودية والاحتفال بالتراث السعودي العظيم، ولاشك في أن التراث الثقافي في غاية الأهمية في أي حضارة، ولا يمكن بناء المستقبل بدون إلهام وإثراء من الماضي وترى المملكة العربية السعودية تقاليدها وقيمها وثقافتها الإسلامية الثرية باعتبارها أعمدة أساسية للأمة وتطويرها وتنميتها الشاملة ومهرجان الجنادرية احتفاء صاخب بكل هذا. ويحظى المهرجان الوطني للتراث والثقافة وما يرمز له من ربط الوطن بتراثه باهتمام من لدن راعي الفكر والثقافة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - ويعد جزءاً من رعايته الفائقة - حفظه الله - للثقافة في كلمة رئاسة الحرس الوطني التي ألقاها صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في حفل افتتاح المهرجان في دورته الماضية (22) - يقول سموه....